::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي :::

بسم الله الرحمن الرحيم

عمَّ نبحث في شعرنا العربي؟بل عمَّ نبحث في كل شعر؟
هل نبحث فيه عن المعارف العامة؟إذن فالعلم أصدق منه وأغنى موردا,هل نبحث فيــــه
عن الحكمة؟فالفلسفةتتقدم ه,ولوبحثناعن الإيقاع والنغم لاستغنينابالموسيقى عنه,ولوبحثنا
فيه عن اللغةلكان المعجم هو زادناالشعري,ولاكتفين ابماقيل من شعرفي أول الزمان حــصــر
شوارداللغةوأوابدها,, ,,,,,.
ومن أقدم الإجابات على هذاالسؤال تلك التي أطلقهاالفيلسوف أفلاطون حين بنى مــــــن
خياله مدينةفاضلة,,,فاستبعد منهاالشعراء,,,,.
الشعرإذن في رأي أفلاطون لاجدوى منه,,,ولكن لهذاالرأي نقيضه الحاد الذي يزعم أن
الشعرأعظم وأصدق من الحياةوأكثرمنها"حياة"في بعض الأحيان,,,بل لقداكتسبت بـعـــــض
الشخصيات الشعريةحياةأعمق وأكثرثراء من حياةمبدعها,فماأقل مانعرفه عن"هوميروس"
ذاته,وماأكثرمانعرفه عن أبطاله.
وهناك من يقولون إن الشعرهوسرالحياةوجوهر ها,فهم إذا شهدوا جمالا فريدا في الحياة
زعمواأنه شعرأوكالشعر,وإذاكشفت لهم البداهةحقيقةنافدةقال واإنهامن شعرالكائنــــات,
وهؤلاء وسابقوهم يقولون أن الحياةتستطيع أن تستغني عن المحاربين حين يسودالسلام,,
وعن الحكام والمشرعين لو سَمَت الأخلاق وعمَّ العدل الاجتماعي,ولكنهاـ قط ـ لا تستطيـــــع
أن تستغني عن الشعــــراء.
ولنتوسط نحن في القول,فنزعم أن الشعر هو فن اكتشاف الجانب الجمالي والوجداني
من الحياة,والتعبيرعنه بالكلمات المُمَوٌسقة,فبدون الشعرـ قصائدالحب والغزل ـ لم نَكُـــــن
لنستطيعَ أن نرتفع إلى أُفُقِ الحب,ونكتشفَ ألواناَ َ مختلفة من هذه التجربة,ونرى مناطقها
الظليلةوالصحوَ والممتعة,ونحس بها ككائنات بشريةلهاميلادهاونموه اوموتها.
وبدون الشعـرـ قصائدالطبيعةـ لم نكن لنستطيع أن نبث الحياةفي المادةالجامدة,وفــي
الألوان البكماء,وفي الكتل المتراكمة,,,
والشعرقديم قِدَمَ الإنسان,ويحدثناعلماء الأنثروبولوجيا,عن أناشيدالرعي والاستسقاء
والعبادةعندالشعوب البدائية,,:كملحمةجلج امش(قلقميش)البابليةا لتي يعودتاريخهاإلى أربعة
آلاف سنةقبل الميلاد,,,. تظل الذاكرةالإنسانيةحافل ةبالشعرعلى مدى عصورالحياةحتــــــى
يرث الله الأرض ومن عليها.
بل إن العلماءيقولون لناإن الشعرأقدم من النثر,ولانعني بالنثرهناألفاظ الحياةاليومية,
بل النثرالفني الذي لاتستعمله الإنسانيةإلافي أطوارحضارتها.أماالشع ر,فهوثمرةالبداوة
والحضارةمعا,,
لم يتخل الإنسان إذن عن الشعرقط,بل ظل يُنشِـئُـه في كل زمان ومكان,,,ولكن هـــل
يحس الإنسان بنفع الشعركمايحس بنفع ملابسه أوأدوات الحياةاليوميةالمتاحة له؟,,بل كما
يحس بجدوى طعامه وشرابه؟ لا,,, لأن لكل مناقُدرته على رؤيةالجمال محدودة,,بظروفه
وثقافته وبنائه النفسي,ولكل مناأيضازاويةرؤيته الخاصة,فماينفعك من الشعرقدلاينفع
غـــيـــرك.
ولكن هَــبٌــنا لم نستطع أن نكتشف الجانب الجمالي والوجداني في الحياة,, أكـانت
حياتناتنقص كثيرا؟.
كانت حياتناجديرةبأن تفتقد"الفضيلة"لو افتقدت الشعر,,فضيلةتقديرالح ياةوالنفــــس
الإنسانية,,,فالشعرإذ ن يرينا نفوسنافي انفعالهاوعواطفها,,,و هويريناالجمال في الحياة,
ويعلمناتقديره بما يبعث فينامن الأنفة لكائناته...
ومن هنا كان من الواجب حين ندرس الشعرأن نُفتِّش عن تحقيقه لهذه الفضيلةالعظمى؛
تقديرالنفس والحياة,ومن هناكانت معظم دراساتنالتراثناالعرب ي دراسات قاصرة, لأنهالم
تعتمدلهذاالغرض الجوهري لكل شعر.
والشاعرالعظيم مكتشف عظيم في عالم الجمال والوجدان,لأنه يرى الأشياء والأحاسيس
رؤيةطازجة,ليست نظرته وليدةالمنطق أوالعلم,ولكنهاوليدةا لحدث.

منقول بتصرف:
قراءةجديدةلشعرناالقد يم: