::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - عرض مشاركة واحدة - ركوب الإبل على الطريقة العمانية ..؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 17-02-2008, 08:36 PM   #1
 
إحصائية العضو








ابو زيد الغييثي غير متصل

ابو زيد الغييثي is on a distinguished road


افتراضي ركوب الإبل على الطريقة العمانية ..؟



لقطة صورت قبل 80عاما تقريبا تبين إحدى أساليب الركوب


إعداد / سعود المطيري :
في أوائل الثلاثينات الميلادية عند حاجة قافلة الانجليزي جون فيلبي قرب ارض (نباك) في الربع الخالي الى تدعم فريق الإدلاء انضم إليهم (حميد) الرجل الذي أعجب الرحالة بشجاعته ورجاحة عقله ومهارته بالركوب على الطريقة العمانية لكنه لم يتقبله كشاعر عند ما وصف شعره بالمخيب للآمال .. شخصيا لا استطيع تقبل حكم شخص دخيل على اللغة العربية ناهيك عن لغة الصحراء .. لغة الشعر هنا يقول فيلبي:
اندفعنا من الآبار في اتجاه جنوب شرق عبر الوادي متجهين صوب الأرض المرتفعة عند حافته الجنوبية التي كانت ترتفع في شكل أرفف عريضة الى الهضبة الضيقة المليئة بالحصى والتي تفصل منخفض (أبو عرزيلة) عن مصب نباك الأخاذ . وأثناء سيرنا أقبل علينا من جهة اليسار رجلان أحدهما يمشي والآخر راكب . وكان الأخير فراج الذي أقبل نحونا مهرولاً تاركاً رفيقه يعول نفسه، ليخبرنا بأن المهمة التي كلفه بها زايد أمس قد أنجزت بنجاح . فقد عثر على الرجل الذي كان يبحث عنه وكان بدويا رثا جاء يترنح من بين الشجيرات التي تغطي الرمال ويبدو عليه الإرهاق على الرغم من بنيته الرياضية الممتازة، انه حميد بن عماج شيخ صغير من شيوخ آل بو رحمة وبوصوله اكتملت الفرقة التي سترافقني في جولاتي، كان له سنان يبرزان من فمه أفقيا بشكل ظاهر نتيجة إصابته برصاصة عدو، وما عدى ذلك كان وجهه وسيما وطويلا وغائر الوجنتين وعقلانيا . وقد اشتهر بأنه شاعر مع إنني وجدت إنتاجه الشعري مخيبا للآمال فقد برهن أنه رجل الفريق الشجاع الصامت، وكان هو وحسن خر الذيب أقل الرجال ذربا وأكثرهم جدارة بالثقة، فقد كانا يتحملان إفراطاتي بصمت ويسعيان دائما لحفظ السلام في أوقات الخلاف . وكان صالح مغاير تماما عن أقربائه وسيبرز أكثر في قصتي لا حقا . وبعد تحية المجاملات تخلى زايد باحترام عن جمله لحميدي الذي أرسل ركوبه ضمن قافلة الأمتعة وركب في سرج خلفي وراء صالح . كان رفيقنا الجديد يركب على الطريقة العمانية جالسا على ركبتيه ويسند (؟)على باطن قدميه .وهي جلسة غريبة على سرج مفلطح ولكنها تبدو مريحة وتعتمد كثيرا على توازن الجسم أثناء الركوب فقد ولد هؤلاء الناس على ظهور جمالهم وفي مقدورهم الركوب برشاقة على سنام جمل مسرع الخطى، وأحيانا يتركون رجلاً متدلية على جانب بينما الأخرى مثنية تحتهم على السرج . كما يركبون منفرجي الساقين وهم يجلسون بعيدا خلف السنام، وهذه الطريقة يفضلها كل من زايد وعلي وقد أدعى علي بأنه يملك قطيعين من الحيوانات كل قطيع به حوالي ثمانين حيوانا والتي قد تجلب له على أساس متوسط 200دولار حوالي 1500جنيه إسترليني وهذا المبلغ كبير بمقاييس الجزيرة العربية . فهناك على الأقل ثلاث نوق حلوب في مجموعتنا قد أخذت من قطعانه،وقد أفضى لي علي بما في نفسه : لو كانت لي ثروة ضخمة كنت سأتزوج كثيرا ولكن لي زوجة واحدة الآن وهي ثاني زوجة لي، فقد أنجبت لي الأولى ابناً وهو الآن في السابعة عشرة من عمره، وعندما طلقتها تزوجها أخي . لم يكن علي شيخا إنما كان يمت بصلة قرابة الى أحد رؤساء الغفران وهو صالح بن علي أبو ليلة، من نفس البطن الذي ينتمي إليه زايد
قابلنا قطيعا كبيرا من الإبل تنتمي الى بطن الغفران قادمة من آبار نباك ونحن في طريقنا إليها وكانت معهم امرأة ترتدي ثوبا خارجيا فضفاضا أحمر اللون وذات عيون بيضاء تبرق من خلال القناع البدوي الجذاب الذي تتحجب به النساء البدويات، اما علي وابن حميد فكانا يتلكآن في الخلف ليجمعا القيل والقال من أقربائهم القادمين عبر الرمال الشاسعة، في حين تابع الباقون سيرهم حتى وصلنا الى طرف الوادي المطوّق بحزام من منحدر صخري شاهق، وطارد فراج أثناء ذلك عقابين وفشل في اصطيادهما إذ هربا ليستقرا في مكان بارز ليس بالبعيد .

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس