::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - عرض مشاركة واحدة - أحمد الناصر الشايع .. جمع بين جزالة الشِّعر وجمال الصوت والتاريخ المشرّف
عرض مشاركة واحدة
قديم 21-01-2011, 12:50 PM   #6
 
إحصائية العضو







عبدالكريم العماري غير متصل

عبدالكريم العماري is on a distinguished road


افتراضي رد: أحمد الناصر الشايع .. جمع بين جزالة الشِّعر وجمال الصوت والتاريخ المشرّف



أحمد الناصر بعيداً عن الشعر



علي الموسى
الحديث عن قامةٍ أدبية شمّاء هو حديث يكتنفه من المتعة والخطورة الشيء الكثير .

إذْ يلزم بمن يصمد لهذا الأمر جودة في الأداة ، وإحاطة بالوصف ، ومقدرة حسنة على التعبير والتكثيف .

فكيف هي اللذة والوعورة عند الحديث عن شاعر القرنين الشاعر أحمد الناصر الشايع ، وهو الذي اختصر الأمير فيصل بن خالد موهبته بتلقيبه بأمير شعراء المحاورة !

كما هو الحديث في مقدمتنا فإنّ الحديث عن الشاعر الكبير أحمد الناصر الشايع هو بمثل هذه الصعوبة في الحديث عن عماليق الفنون ، وعلى مثل تلكم اللذّة حين الحديث عن مميزي الأدب والشعر ؛ ولذا كان لزاماً على القلم أن تنكمش حروفه إلى ناحية منه ، وأن يلجأ إلى زاوية فيه ؛ فيكتفي بها ، ويأخذ استطاعته منها وطاقته عليها .

ولذا فلعلنا نقصر هذه الزاوية على التحدث عن أخلاق هذا الشاعر الكبير التي قد بهرت كثيراً من مُرتاديه ، وعن تواضعه الذي أعقبه محبةً مميزة لدى الجماهير الشعبية ، وكذلك بعض صفاته الشخصية التي أهلته بجدارة لأن يجمع ما بين الموهبة الشعرية ، والقبول الاجتماعي العارم .

من يجلس إلى شاعرنا الكبير فإنه يشعر بدفء روحي عجيب لا يدري عن سببه المباشر ولا ماهيته الغامضة ، إذْ يجد على الفور منه المباسطة والأريحية والتواضع والأخلاق الحسنة مع الصغير والكبير على سواء .

هذا الأمر عُرف عنه حتى في ميادين الشعر الحماسية وساحات المحاورة فلا يمانع عندما يطلب منازلته اي شاعر حتى لو كان في بداياته ، فأحمد الناصر الشايع مجبول على كريم القول ، وسماحة الخلُق في كل مكان يكون فيه أو يحل عليه .

ولذا أحبه الكثير من مجايليه وأصحاب صنعته الشعرية ، ولقي منهم الاتفاق والإجماع على استحسان موهبته وحضوره ؛ وما ذاك إلا بسبب انتقائه الشديد لألفاظه الشعرية ، وسلاسة منطقه العذب ، وانسياب أبياته العفوية ، واحترامه الواحد للآخرين .

امتاز شاعرنا بتواضعه الجم تجاه الصغير والكبير ، وسرعة تلبيته للمناسبات الاجتماعية المختلفة ، بالرغم من صعوبة هذا الأمر عليه ، خاصةً بعد زيارة الأمراض لجسده ، وتقدمه في سنه ؛ إلاّ أنه يُشارك المجتمع أفراحه وأتراحه بروح شابة محتسبة للأجر ، وحافظة لعهد الصحبة والزمان .

تجده في أتراح المجتمع يتقدم الناس في العزاء والمواساة ، بل ويسير على قدميه المثقلتين بعبق الزمان إلى المسجد والمقبرة والمنزل ، وهو يعلم في قرارة نفسه بأنّه معذور لشيخوخته ، وغير مؤاخذ لثقل ذلك عليه ، ولكنّها أريحية أحمد التي جُبل عليها ، وخُلقه الذي درج عليه .

تجده أيضاً في مناسبات الأفراح ، يتقدم المدعوين في التلبية والحضور ، بل وربما قام فقصّ شريط المحاورة بصوته وأبياته تنشيطاً للموجودين ، وإحياءً للحفل ، ومجاملة لأهله .

يأسرك بابتسامته العذبة الصادقة ، وحديثه العفوي المنساب ، وأريحيته الرحبة الواسعة ، فلا تملك إلاّ أن تحبه وتزداد في احترامه معاً . وهو مميز كذلك - على تقدم سنه - بأناقة هندامه ، وتفقد مظهره ، وبهاء مطلعه .

اشتهر بصوته النجدي النقي ، وبعذوبة هذا الصوت وحرارته واتقاده . ولذا كانت شيلاِت أحمد مطلوبة على الدوام .

ربما تضيق اللغة وينطوي الشرح عند الحديث عن عملاق الشعر الكبير ، ولكنها جُمل تنضوي تحتها مسيرة طويلة من الجمال ، والإبداع ، والشاعرية والاخلاق.


http://www.alriyadh.com/2011/01/21/article596783.html


 

 

 

 

    

رد مع اقتباس