::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - عرض مشاركة واحدة - النفس والروح
الموضوع: النفس والروح
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-11-2010, 07:56 PM   #1
 
إحصائية العضو







ابن مشري الودعاني الدوسري غير متصل

ابن مشري الودعاني الدوسري is on a distinguished road


افتراضي النفس والروح

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


ذكر الحافظ ابن حجر في (الفتح) أنّ الخلاف بين النفس والروح من المسائل المشهورة ، ونقل عن ابن العربيّ في موطن آخر أنّه قال : اختلفوا في الروح والنفس ، هما متغايران وهو الحقّ ، وقيل هما شيء واحد ، قال : وقد يعبّر بالروح عن النفس ، وبالعكس ، كما يعبّر عن الروح والنفس بالقلب ، والعكس . وطوّل الحافظ ابن القيّم الكلام في المسألة في مواطن من كتبه (الروح) ، (وطريق هجرتين) ، (وحادي الأرواح) ، (ومفتاح دار السعادة) ، (وأحكام أهل الذمّة) ، ومجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية والّذي انتهى عليه مبحث أهل التحقيق ، ما حكاه ابن أبي العزّ الحنفيّ في شرح الطحاويّة أنّ النفس تطلق على أمور ، وكذلك الروح ، فيتّحد مدلولها تارة ، ويختلف تارة . فالنفس تطلق على الروح ، ولكن غالباً ما تسمّى نفسًا إذا كانت متّصلة بالبدن ، وأمّا إذا أخذت مجرّدة فتسمية الروح أغلب عليها قال: وأمّا الروح ، فلا تطلق على البدن ، لا بانفراده ، ولا مع النفس .القول بأن دلالة لفظة الروح أعم من دلالة لفظة النفس صحيح .ودليل القول وأما أرواح بني آدم فلم تقع في القرآن إلا بلفظ النفْس ، كما في قوله تعالى : ( يَا أيتها النفس المطمئنة ) الفجر . وقوله تعالى : ( أخرجوا أنفسكم ) الأنعام . وقد وقعت في السنة بلفظ النفس ، والروح . فهذا قول الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه الروح وقد ذكر ذلك عند تفسيره لقوله تعالى : ( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي ) الإسراء . وما ذكر من اتفاق السلف على أن المقصود بالروح في هذه الآية ليست أرواح بني آدم ، بل المراد بذلك الروح الذي أخبر الله عنه في كتابه أنه يقوم مع الملائكة يوم القيامة وهو ملك عظيم . أنظر (الروح) لابن القيم . وقد نقل عن مفسري السلف غير ما ذكر ابن القيم اتفاقهم عليه رحمه الله ، فقد نقل عن ابن عباس وقتادة غير ذلك . بل إن الشوكاني نقل عن أكثر المفسرين القول بأن المراد بالروح في هذه الآية الروح التي يحيا بها البدن ، وقدمه على سائر الأقوال والله أعلم .


اللهمّ علمنا مما جهلنا وانفعنا بما علمتنا انك أنت علام الغيوب .

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس