::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - عرض مشاركة واحدة - حياة الغاب
الموضوع: حياة الغاب
عرض مشاركة واحدة
قديم 16-12-2010, 08:28 PM   #1
 
إحصائية العضو







الشيخ فارس غير متصل

الشيخ فارس is on a distinguished road


افتراضي حياة الغاب

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا يعلم عن حياة الغاب ومضرب الامثال بها,في جمالهاوطبيعتها وفيما تحتويه كغابه من جهه وكحياه مافيها من جهه,ونقول البر برير,ايماءً لمافيه من نوادر وفرص واحيانا نعتاً لتأثيره في المعنويات وشراحة الصدر وراحة البال,وآخرين على مقناص وشبة نار وصحبة وسعه,ثم نقول التقدم والعمران والابراج والحياه المدنيه بضجيحها واكتضاضها,تقدم وتطور,كأنما نعيش امسنا ويومنا في آن واحد,كما قال الشاعر--وينشأناشئ الفتيان فينا على ما كان قد عوده ابوه---ولعل القصد من القول --عاده--- قول مجمل بكمال خلقي ومادي,وليست كمثل اليوم العادات الماديه طاغيه على غيرها من الفضائل الانسانيه,ومصداقية- العاده- في حقبة ماضيه ربما تكون اليوم مختلفه,اذ نرى ناشيئ فتياننا اليوم على نقيض الامس لوث العادات بمااقتبس واستورد من سلوكيات ومفاهيم ,قد يكون اسلافنا اهل جد وصرامه,كيفوا انفسهم ونشأهم على المثل والتقاليد والثوابت الدينيه والثقافيه والخلقيه ,او ان ناشئهم صالح وطائع يستوعب دروس اهله وذويه وبيئته,فكانت القناعه مهد مكتسب ثقه وعزًه وكرامه وشهامه ,قال بعضهم ان من جملة المكتسبات ,الثلاث البيض--يعني قواعد وفي الاعراف كثير ولكن ضرب مثل ,وهي الضيف والجار والخوي,من الصلات التي يكسبونها شعور مقدس,يفرض حقوق ماديه ومعنويه ممتازه بالدرجة الاولى,الى حد الذود عن حياضها, والصوله على من يسيئ اليها,وتنشأخصومات واحكام ملزمه ,كل ذلك من اجل احترامها ,حتى كان المضيف يطالب بحق ضيفه,والجار,والخوي ,وهو رفيق الطريق والمستأنس برفقته,تحت اي ظرف,وكأنهم ورثة شرعيين لأولئك,وديننا الاسلامي يحض على التكاتف والاخاء وحسن المعامله ومايتبعها من شعب الفضائل ,حتى ان بعض اصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم قالوا من كثرة مايقول عن الجار ويوصي به خيرا ,ان ضنوا بانه سيورثه,ليرث الجار جاره,وهذا غايه -وفي حديث مامعناه -والله لايؤمن وكرره صلى الله عليه وسلم فقال اصحابه من؟يارسول الله-قال من لايأمن جاره بوائقه,ونحن الآن نفتقد الشيئ الكثير معنويا,في المدينه والقريه والباديه ,لمتشابهين معنويين يمكن الاستدلال عليهما بالغابه والبر,فعوارض حياة الغاب بدت تتغلغل في صحة المجتمع,والمعلوم ان حياة الغاب هي حياة الافتراس,والقوه والفتوه,ورغم تواجد كل الفئات الا ان الصنف الأول لايحول دون جولته وظهوره واستمتاعه حائل,وهو سيد الموقف اينما حل,في حين ان الأخريات بحسب معنوياتها ومفهومياتها وتركيباتها الماديه والمعنويه,فمنها خارج من جحره لاكتساب رزقه وهو يلتفت يمنة ويسره والرعب ملبسه,فمن يرى ان الادلاج وقت مناسب او العتمه ,وتكثر هواجس وجس الضعفاء طمعا في ان يعيشوا حياتهم بامان واطمئنان-في صراع معنوي من اجل الحياه,وكل هذه السلوكيات الاجتماعيه متمخضه عن ردة الفعل امام السطوه والشدًه وتعقبهما المترصد,والدين الاسلامي الحنيف يحث على الاخاء وحسن المعامله والعدل -وينبه ان اذا وجدتوا لأخيكم المسلم مخرجا فخلًوا عنه,لاظلم ولا عدوان ولاتحقير,ومن رعايته وسماحته ان فصًل في دقائق الامور,على قول علماء مستشرقين اشادوا بهذا الدين والرسول الكريم وقالوا ماترك لكم نبيكم هذا شيئ الا وبينه حتى في قضاء الحاجه والوطر,-----ونحن نسمع ولكن في التفقه الله اعلم فهل تنبهنا لدقائق كان لدين فيها توجيه من ذلك حال اجتماع الصحبه لايخالين احدكم الأخر ويهمس اليه او يخافت حرصا على بذرة سوء تنشأ في ذلك المجلس,ونهى عن خطبه الرجل على خطبة اخيه,وبيعه على بيعة اخيه,والجمع بين الزوجه وعمتها وخالتها واختها ,وقل خيرا او اصمت,وابتسامك في وجه اخيك صدقه,وكلمة طيبه خيرمن صدقة يتبعها اذى,وفي كتاب الله وسنة رسوله قمة الماديه والمعنويه بكرامة وعزًه,نعلم ان العلماء ورثة الانبياء,لان الانبيا لم يورثوا درهما او دينارا,ولكن ورثوا العلم ونعم الميراث ذلك, وللمسلمين عامه منه نصيبب- وباع طويل ,كيف وهو الطريق والسبيل المستقيم لخيري الدنيا والأخره,ورصيد حياه وبقاء والتزام,في فهمه والالتزام به حصن وقيد ولجام تقادبه النفس كما يقود الفارس فرسه,----والفروق محتمله تبعا لتلون الحياه -فالعاقل يرى نفسه متحصن ضد تقلبات الحياه والسلوكيات والمفاهيم,والبعض من توقة نفسه للاهواءيستشعر في حسًه انه مقيد,وفي المؤمنين قوي وضعيف,والقوي خير من الضعيف وفي كل خير,والايمان صفة راقيه وتحتوي اثنان وسبعون شعبه - والاسلام ذلك البستان الكبير الذي من نضوج ثماره صفة الايمان,اذ في المسلمين عصاه وهداه,وبينهما اصحاب الاهواء,ومن الخطر بمكان هذه الفئه التي بين بين,اصحاب الاهواء والتقيه وعلى راسهم الشيعه قاطبه,ربما اهل السنه والجماعه اقدر وافهم على التعامل مع الشيعه ولكن اصحاب الاهواء اشد خطرا منهم,وكلاهما اعظم خطرا من الكفار الظاهر حالهم,وبمثل هولاء تتحول الحياه الى غاب يعشش فيه المفسدون,ويسيح فيه الحالمون,وتبقى الطمأنينه والامن والاستقرارمطلب واي مطلب,ليس على السبيل المادي والقنيه فحسب,وانما على السبيل المعنوي بمفتاح الحياء ,والحياء شعبة من اثنين وسبعين شعبه من الايمان,وظل يستوعب كل البشر بحسب ما وقر في قلوبهم, وصفة لها قدرها عند الله جل وعلا,وقد استشعره اسلافنا فقال احدهم --الا والله مافي العيش خير--ولا الدنيا اذا ذهب الحياء--هذ في وصف التلاحم العشري ,فهل يستحي اصحاب العاهات المنعنويه ويرجعون الى الله,فالناس عيال الله والله غيور على عباده,وهويقبل التوب ويجيب الدعي اذا دعاه-ويفرح جل وعلا بعبده التائب_قال تعالى(ياعبادي الذين اسرفوا على انفسهم لاتقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا)س التوبه-وهذا من رحمته جل وعلا,وقد ضرب الرسول الكريم مثل لذلك ----لوان رجلا يمشي في الصحراء ومعه ناقته عليها طعامه وشرابه وركضت هاربه في الصحراء,فايقن انه فقدها وتنحى الى حفرة يحفرها ليتوارى فيه,واذا بها حاضره امامه بطاعامه وشرابه ,فمن شدة فرحه قال---اللهم انت عبدي وانا ربك--اخطأمن شدة فرحه ---ومعلوم ان الاعمال بالنيات والقصد- الرسول الكريم يخاطب الناس بفهومهم ومستدركاتهم ,ويبين لهم كرم وعفو وفرح الخالق جل وعلا - سبحانه ليس كمثله شيئ-ومعلم البشريه صلى الله عليه وسلم لم يترك خيرا الا ودل عليه ولاشرا الا وحذر منه-وكفى بالانسان على نفسه بصيرا ومن نفسه على نفسه رقيبا-لمن حسن حاله ووفق بين افعاله واقواله واعماله-ودقق فيها هل تبلغ به الى مواجهة الله سبحانه, ووجه مسفر وهو بلقائه مستبشر-وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس