|
|
|
|
عنوان المقال:الأغلبية الشيعية في العراق .. خطأ شائع! الكاتب:طارق ديلواني التاريخ:02/03/1427الموافق01/04/2006
مجلة العصر / بخلاف ما هو معتقد وسائد، أظهرت دراسة مهمة وخطيرة أن عدد العراقيين السنة يزيد عن عدد الشيعة بنسبة 9%، وبواقع 53% مقابل 43% للشيعة و4% للأقليات الأخرى. وأظهرت دراسة صادرة عن وزارة التخطيط والتعاون الإنمائي العراقية، ظلت حبيسة الأدراج ومغيبة منذ عام 2004 وهو عام إصدارها، أغلبية مطلقة لأهل السنة من العراقيين العرب دون إضافة العراقيين الأكراد السنة إلى مجموعهم. وبشكل مغاير لما كان يعتبر في السابق من الحقائق التاريخية والعلمية الدامغة، أظهرت الدراسة أن العراقيين الشيعة ليسوا أغلبية مطلقة. هي دراسة مدعمة بالوثائق بالإضافة إلى دراسة حديثة للباحث العراقي الدكتور طه حامد الدليمي، والتي يعرض فيها "حقائق" عن أعداد الشيعة والسنة في العراق وإيران والسعودية، وتخلص إلى نفس النتيجة التي خلصت إليها الدراسة الحكومية. وتستند الدراستان إلى حقائق علمية وأرقام واضحة تظهر كثافة سكانية للعراقيين السنة في أغلب المحافظات، حتى في تلك المحافظات ذات الأغلبية الشيعية، كما تستند إلى حسبة منطقية وبلغة الأرقام أيضا، بالنظر إلى عدد المحافظات السنية وعدد المحافظات الشيعية وفرق العدد والكثافة بين هذه المحافظات، وتعرض الدراسة نسبا تقريبية لكل طائفة في كل محافظة، كما تشير إلى دور الإعلام في إشاعة هذا الخطأ. الدراسة الأولى صادرة عن كما أسلفنا عن وزارة التخطيط والتعاون الإنمائي العراقية، وقد غيبت بشكل متعمد منذ شهر 7/2004 وتم التعتيم عليها، بل إنه تم تهديد حياة من تجرأ على تناولها في الجلسات المغلقة .. وتقول هذه الدراسة بكل وضوح إن عدد السنة يبلغ 14.779.923 والشيعة 12.359.648، أي أن السنة أكثر من الشيعة في العراق بمقدار 2.42.2750 نسمة. أما الدراسة الأخرى للدكتور طه الدليمي، فتعتمد على مقاربة عددية لإحصاء رسمي جرى في العام 1996، وعلى عدد الحصص التموينية التي كانت توزع على جميع سكان العراق قبل سقوط بغداد في أيدي الاحتلال الأمريكي البريطاني، وهذه الحصص كانت توزع بالتساوي على جميع سكان العراق دون استثناء لشمال أو جنوب، ويخلص في النهاية، بعد إحصاء دقيق لجميع محافظات العراق، إلى مقاربة أعداد المواطنين العراقيين على النحو التالي: معدل عدد أهل السنة هو 11000000.. ومعدل عدد الشيعة هو 9000000.. أي أن عدد أهل السنة يزيد على عدد الشيعة في العراق بمقدار مليونين. وهذا يعني أن نسبة أهل السنة في العراق بين 52% و54%، ونسبة الشيعة في العراق بين 42% و45%، ونسبة الأقليات في العراق بين 3% و4%. والنتيجة النهائية التقريبية هي أن نسبة أهل السنة في العراق تبلغ 53% نسبة الشيعة في العراق نبلغ 43%، ونسبة الأقليات تقدر بـ4%. ويقول الدكتور الدليمي إن البعض يدعي أن نسبة الشيعة تناهز الـ 85% من مجموع الشعب العراق، وهذا يعني أن مجموع نسبة أهل السنة من العرب والكرد والأقليات الأخرى لا يساوي 12% ! فإذا علمنا أن نسبة الأكراد لا تقل عن 2% وأضفنا إليها 4% هي نسبة الأقليات غير المسلمة، فإن نسبة السنة العرب لا يصبح لها وجود تماماً إلا في موقع وهمي يمكن العثور عليه عن طريق الرقم 12% تحت الصفر! ويقول إن عدد سكان مدينة الثورة في بغداد —وهي ذات غالبية شيعية— يساوي مليونين ونصف المليون! وهذا يعني أن أهل الثورة لوحدهم يساوون أكثر من نصف سكان مدينة بغداد! وهذا واضح البطلان، لكنه مشاع إلى حد التصديق، أما الحقيقة فإننا نجدها في إحصائية وزارة التجارة لحساب الحصص التموينية لعام 2002م، إذ يتبين من خلالها أن عددهم حوالي 900 ألف. فإذا رجعنا بالعدد إلى عام 1996م —وهي الإحصائية التي اعتمدناها في حسابنا في هذا البحث— وأخذنا بالاعتبار وجود نسبة لا بأس بها من أهل السنة في مدينة الثورة، مع احتمال تزوير الرقم بالزيادة وهو احتمال وارد جداً، فإن هذا الرقم [900000.] سيقل كثيراً! ويسترسل الدكتور الدليمي في مقارباته الرقمية، فيعرض لأرقام أهم المواسم الشيعية، فيقول: إنه في زيارة [الغدير] أو [أربعينية الحسين] يعطي الشيعة أرقاماً مذهلة عن عدد الزوار تصل أحياناً إلى اثني عشرة مليوناً، مع أن الشيعة كلهم في العراق لا يصل عددهم إلى عشرة ملايين! ولو أجرينا مقارنة بسيطة بين مدينة مكة المكرمة وبين مدينة كربلاء، فإننا نجد أن مكة المكرمة على سعتها وامتدادها وكثرة مبانيها وعماراتها، والأرض الفسيحة التي تمتد في الصحراء المترامية الأطراف حولها، وتطور خدماتها المذهلة، تكاد تختنق بأعداد الحجاج، ومع هذا كله فإن عدد الحجاج كل عام لا يزيد على مليونين إلا قليلاً وقد يقل عن ذلك أحياناً، فكيف يصدق عاقل أن كربلاء تلك المدينة الصغيرة ذات الأزقة الضيقة، والفنادق الصغيرة القليلة، والبنايات المتواضعة، والخدمات البسيطة يستوعب مركزها أربعة ملايين أو أكثر أو أقل! كما يتعرض لمثل آخر، كثرة المنتسبين إلى البيت العلوي المعروفين بـ[السادة]، كم يبلغون عدداً في العراق وإيران فقط؟ إنهم لا يقلون عن خمسة ملايين! والآن نسأل، كم عدد رجال العرب أيام سيدنا علي رضي الله عنه؟ لا شك أنهم لا يقلون في كل الأحوال عن مائة ألف، فإذا كانت ذرية واحدة من هؤلاء المائة الألف قد بلغت خمسة ملايين، فكم ينبغي أن تبلغ ذرية هؤلاء جميعاً؟ والجواب يتبين علمياً من ضرب خمسة ملايين بمائة ألف، والناتج يعادل عدد سكان العالم اليوم مائة مرة، وعدد سكان الصين الشعبية أربعمائة مرة. * لغة الأرقام 1 ـ عدد المحافظات السنية وعدد المحافظات الشيعية: عدد المحافظات الشيعية هو (9)، بينما عدد المحافظات السنية هو (8), هذا إذا اعتبرنا العاصمة بغداد متساوية العدد بين أهل السنة والشيعة، ولم نقل بأن أهل السنة متفرقون عددياً وهو الذي أرجحه، والكلام للكاتب. 2- فرق العدد والكثافة بين المحافظات السنية والشيعية: المحافظات الشيعية تزيد على المحافظات السنية بفارق عدد هو واحد [1]، فالمحافظات الشيعية عددها [9] بينما المحافظات السنية عددها [8]. لكن هذا الفرق العددي البسيط يتلاشى أثره تماماً إذا نظرنا إلى فرق الكثافة السكانية بين الطرفين، فإن غالب المحافظات الشيعية ذات كثافة سكانية قليلة، مقارنة بالمحافظات السنية، التي هي في غالبها مناطق أو محافظات ذات كثافة سكانية عالية، بل إن فرق الكثافة هذا يعكس المعادلة ويجعلها بالمقلوب. هذه الحقيقة وحدها تكفي معرفتها في التحقق من أن الأغلبية السكانية في العراق هي لأهل السنة وليست للشيعة كما هو شائع، وهذا يتبين من معرفة عدد سكان كل محافظة، حسب آخر إحصائية رسمية وهي التي جرت عام 1996م. وهكذا نرى أن مجموع سكان المحافظات السنية يزيد إجمالاً على مجموع سكان المحافظات الشيعية بأكثر من سبعمائة ألف. لكن هذا العدد يكبر ويتضاعف إذا حسبنا عدد أهل السنة في المحافظات الشيعية وعدد الشيعة في المحافظات السنية ثم أضفنا الناتج كلاً إلى طائفته، فإن تواجد أهل السنة في المحافظات الشيعية يزيد إلى حد الضعف تقريباً عن تواجد الشيعة في المحافظات السنية، وسيأتي بيان ذلك بالأرقام. * أقضية في محافظات سنية تساوي محافظة شيعية ويبقى فرق الكثافة فعالاً في إعطائنا حقائق أخرى مهمة. مثلاً: ثلاث محافظات شيعية هي كربلاء [740000.] وميسان [590000.] والمثنى [414000.] لا تساوي مجتمعة محافظة سنية هي نينوى [1.9.]، والأخيرة تساويها مجتمعة وتزيد عليها بمائة وستة وخمسين ألفاً [156000.]! بل إن ما يقارب نصف المحافظات الجنوبية [الشيعية ] كواسط وميسان والمثنى والقادسية هي عبارة —من حيث عدد السكان— عن أقضية في بعض المحافظات الغربية أو الشمالية [السنية]، فمحافظة المثنى أو ميسان أقل في سكانها من قضاء الفلوجة في محافظة الأنبار، أو سامراء في محافظة صلاح الدين. * غالبية المحافظات السنية عالية الكثافة عكس المحافظات الشيعية حقيقة أخرى تظهر لنا من النظر في فروق الكثافة، وهي أن عدد المحافظات السنية ذات الكثافة السكانية العالية [أي التي بلغت مليوناً فأكثر] هو ضعف عدد المحافظات الشيعية العالية الكثافة: فعدد المحافظات الشيعية العالية الكثافة هو ثلاث من تسع [3-9]. أي بنسبة واحد إلى ثلاثة [1/3]، أي أن ثلثي المحافظات الشيعية واطئة الكثافة. بينما عدد المحافظات السنية العالية الكثافة هو خمس إلى ثمان [5-8]، وإذ نظرنا إلى أن محافظة نينوى تقارب في عددها المليونين، ومحافظة صلاح الدين تقارب المليون، فيمكن القول بأن العدد هو ست إلى ثمان [6-8]، أي أن ثلاثة أرباع المحافظـات السنية هي محافظات ذات كثافة سكانية عالية [3/4]. كما يلاحظ بوضوح أن المحافظات السنية العالية الكثافة مقارنة بمثيلاتها من المحافظات الشيعية هي ست إلى ثلاث [6-3] أي ضعفها! * عدد السنة في المحافظات الشيعية أكثر من الشيعة في المحافظات السنية يتركز أهل السنة في المحافظات الشيعية عالية الكثافة، ويقلون في الواطئة، إذ يشكل أهل السنة نسبة تقارب الثلث [1/3] في اثنين من المحافظات الشيعية الثلاث العالية الكثافة وهما البصرة وبابل. ففي الأولى يشكلون نسبة لا تقل عن 35% وتصل نسبتهم إلى 30% من عدد السكان في الثانية. بينما لا يتركز وجود الشيعة في أي محافظة في المحافظات السنية سواء منها العالية الكثافة أو الواطئة سوى ديالى بنسبة 35% من عدد سكانها. ومن ملاحظة الأعداد في الجدول الأخير من هذه الدراسة نجد أن عدد أهل السنة في المحافظات الشيعية حوالي [1.135000.]، بينما عدد الشيعة في المحافظات السنية حوالي [685000.] فقط. * العاصمة بغداد هذا كله إذا اعتبرنا العاصمة [بغداد] متساوية النسبة بين الطائفتين. على أن الذي أرجحه أن أهل السنة في بغداد لا يزالون يشكلون أغلبية السكان، وأن نسبتهم قد تصل إلى 60%. عدد أهل السنة والشيعة طبقاً إلى نسبتهم المتوقعة في كل محافظة فإن مجموع أهل السنة هو( 11.173.420) أما الشيعة فمجموعهم هو(9.558.760). وإذا اعتبرنا نسبة أهل السنة في بغداد 60% فتكون النتيجة كالآتي وإذا اعتبرنا نسبة أهل السنة في بغداد 60% ، فتكون النتيجة كالآتي: عدد أهل السنة = 11.613.240 عدد الشيعة = 9.118.760 فإذا قمنا بحذف 700000. من هذه الأعداد ووزعنا هذا الرقم، بحيث نحذف 400000. من أهل السنة و300000. من الشيعة، ذلك أن مجموع أهل السنة مع الشيعة عام 1996 هو عشرين مليوناً، وأن العدد المحذوف [700000.] يمثل الأقليات الأخرى، تكون النتيجة كالآتي: العدد الإجمالي لأهل السنة يتراوح بين 10.750.000 و11.200.000 والعدد الإجمالي للشيعة يتراوح بين 8.800.000 و9.250.000 أي معدل عدد أهل السنة هو 11مليون ومعدل عدد الشيعة هو 9ملايين أي أن عدد أهل السنة يزيد على عدد الشيعة في العراق بمقدار مليونين وهذا يعني أن: نسبة أهل السنة في العراق بين 52% و 54%. ونسبة الشيعة في العراق بين 42% و 45%. ونسبة الأقليات في العراق بين 3% و 4%. والنتيجة النهائية التقريبية هي أن: نسبة أهل السنة في العراق = 53% نسبة الشيعة في العراق = 43% نسبة الأقليات = 4% المجموع =100%
المصدر: موقع المختصر للأخبار http://www.almokhtsar.com |
|
|
|
|