بين الماضي والحاضر
الكاتب :محمد المبار ك
المصدر: جريدة الرياض
كلما تقدم بنا الزمان اشتاقت الذاكرة الرجوع إلى الوراء لتشتم عبق الماضي بالذكريات والحنين إلى ما به من أوقات تمثل النشوة لأصحابها في بعض الأحيان.
ولا سيما إذا قارن بين الأمس واليوم في كثير من جوانب الحياة.
ففي الماضي كانت البساطة سائدة في العلاقات والمعاملات سواء بين الأهل والأقارب أو الأصدقاء ولا تشوبها المفارقات الاجتماعية أو الانتهازيات المادية وبالخصوص بين الأصدقاء الصغار الذين غالبا ما تكون العلاقة بينهم مجبولة على الفطرة.
فأتذكر عندما كنّا صغاراً كنّا نلعب ونمرح سويا بألعاب شتى كرة قدم و(الغميمة) و(الحلول) بغض النظر هذا ابن مَن وهذا من أي جهة، فلا تباعدهم الأنساب ولا تشتتهم الجهات، ولا أوارق مادية تفصل بينهم!!
وكان الطفل بفطرته مطواعا، ويتخير الصديق المناسب الذي يمرح معه دون أي كلل أو ملل.
وبقينا بعد ذلك حتى تقدمت السنون ومضت الأيام، وبدأت الحياة تتغير شيئا فشيئا وبدأ الحاضر يمحو أيام الماضي الجميل وجاء الحاضر، حاضر التقنيات، وحاضر الاتصال، حاضر السرعة وتغيرت معه أيام الطفولة وأيام الذكريات، لنرى طفولة اليوم كيف تغيرت معها حتى ألعاب الماضي فبدل من الغميمة جاء (البلي ستيشن) وبدل من الحلول جاءت ألعاب الحاسب الآلي وظهرت الماديات حتى بين الأطفال أنفسهم.
ونحن هنا لا نذم استخدام الأجهزة الحديثة أبدا فاستغلال التقنية الحديثة أمر محبب ومطلوب ولكن مجرد مقارنة بين معيشة الأمس واليوم وكيفية أساليب الأطفال في التعامل معها.
والنقطة المهمة أن الألعاب سابقا لم يكن لها مؤثر خارجي يخشى على الأطفال منه بعكس اليوم في مسألة التلفاز والانترنت، وغيرها.
فكم كان الطفل في الماضي في مأمن مما يلهو به وكيف يخشى الأبوان عليه اليوم.
فكم كانت الأيام في الماضي جميلة وكم كنّا نلهو ونمرح بلا تكلف كثير من غيرنا ولا خشية تذكر إلا من الله سبحانه.