السلام عليكم ورحمة الله وبركاته…
اسأل الله أن تصلك رسالتي هذه وأنت تنعم بصحة وعافيه وسعادة ورضى…
أخي العزيز/
أرجوك لا تتعجل واقرأ رسالتي بتمهل، أنت نعم أنت يا قارئ هذه السطور، أظنك الآن تتساءل وهل يعرفني هذا المرسل عصام؟
على رسلك تمهل أيها الكريم، قلت لك قبل قليل لا تتعجل وأقول لك الآن أرجو أن تتم قراءة رسالتي الهامة التي بأهميتك عندي حتى نهايتها.
أخي المبارك/
أنت معروف، بل ومعروف من زمان …
لا تتعجب!
أنت معروف بقلبك وما فيه من صلاح أو فساد من خير أو شر من حب أو كره من غفلة أو صحوة من موت أو حياة…
قلبك يعرفه الله، لذا إياك إياك أن يكون على غير ما حب…
عالج قلبك من أمراض القلوب؛ من الحسد والنميمة والغيبة والضغينة والبغضاء، ونق قلبك من الشهوات وحذاري أن تقع في الشبهات فيموت قلبك و تظل الطريق…
ويعرف المولى جل جلاله عقلك؛ وبما تفكر وما تنوي وماذا تخطط…
هل تفكر في صلاحك وصلاح من حولك ومجتمعك؟ أم تفكر في المسلمين ونصرتهم؟ وماذا عن أخوتك وصلتهم؟ وهل تفكر في بناء ذاتك وعلو شأنك وفق نهج سليم؟
أم أنك تكيد لهذا أو ذاك؟ وتنوي سوءً بأخيك المسلم؟ أو تخطط لمعصية؟ تدبر لإفساد؟
ويحك أن كان تفكيرك على غير ما يحب الله ويرضى، فلا تجعل العارف بك يعلم بخبث عقلك، بل أجعله دليلك إلى الحق وإلى الطريق المستقيم…
كما أن البصير يعرف بصرك!
وأين يزيغ ويجول؛ وإلى أي المناظر يستمتع؛ أحرام تبصر؟ أم إلى مباح حلال؟
أهي فتانة حسناء؟ أم إلى أم رؤوم وأخت رحوم وزوجة حبيبه؟
وإذا عُرض عليك فجاءً شيء مما حُرم عليك رؤيته؛ ما أخبار النظرة الأولى؟ وكم مدتها؟ ومتى تمسحها؟ أم أنك تحب أن تحتفظ بالصور النادرة؟
كن يقض حذر وأجعل عينيك في طاعة الله؛ واحمد الله على نعمة وأد شكرها، وشكرها بحفظها حفظك الله…
والسميع يعرف سمعك…
أتسمع لهو الحديث؟ ومزامير الشيطان؟ وقول الزور؟ والنميمة؟ والكذب؟
أم أنك تسمع كلام الرحمان؟ وأجمل الكلام وأصدقه؟ وألين الألفاظ وأعذبها؟
خلق الله لك أذنان بتكوين عجيب فريد …تأمل قليلاً…أرأيت عظيم خلق الله!
لم يخلقها الله لتعصيه بها…
ويعرف الخالق لسانك…
وبما تنطق ومتى ولمن وعن من تتكلم؟
أفي سخط الله؟ في كذب؟ وغناء؟ وسب وشتم؟
أم في مرضاة الله؟ وقول حق؟ أتعلم هذا وتنصح ذاك؟ وتدعو أو تؤمن؟
وهل يكب الناس على وجوههم في النار إلا بحصاد ألسنتهم؟
أجعله يلهج بذكر الله؛ تالياً للقرآن؛ قائلاً خير مما يمكن أن يقال…
أخي الكريم/
ولا تنسى باقي أعضاءك وكل أركانك وجميع حواسك، باطنك وظاهرك؛ سرك وعلانيتك…
أجعلها لله وفي الله ومع الله، كن كلك كذلك…
اتق الله، اتق الله، اتق الله
في شأنك كله؛ في تعاملاتك مع الناس وقبل ذلك مع نفسك وقبل كل شيء مع الله…
قبل أن تقدم على خطوه أو تنوي بعمل ما؛ اسأل نفسك أرضى الله عن هذا؟ أهو في سخطه أم في رضاه؟ هل أؤجر أم أعقاب؟
هكذا كن، والله تسعد في دنياك قبل أخراك…
أخي الحبيب/
أرجو أن تكون رسالتي لك؛ خفيفة عليك أنيسةً لقلبك؛ سرتك وأسعدتك وللخير دلتك…
وأخي المعروف أرجو أن لا تنسى أخاك من دعوة صادقه في وقت استجابة، وتذكر أن هناك ملك يقول ولك بالمثل…
وفقك الله لما يحب ويرضى وأسعد قلبك بالتقوى…