![]() |
فوائد من بطون الكتب
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المصطفى الأمين
أما بعد... فهذه بعض المختارات مما مر على في أثناء قراءتي لبعض كتب أهل العلم ، أحببت أن أنقلها لتعم بها الفائدة ، واكسب منكم الدعاء ... |
الفائدة ( 1 )
قال الإمام القرطبي رحمه الله في كتابه ( الجامع لأحكام القرآن ) عند تفسيره لسورة الأحزاب ... ( خص الله تعالى رسوله في أحكام الشريعة بمعان لم يشاركه فيها أحد - في باب الفرض والتحريم والتحليل - مزية على الأمة وهبت له، ومرتبة خص بها، ففرضت عليه أشياء ما فرضت على غيره، وحرمت عليه أفعال لم تحرم عليهم، وحللت له. أشياء لم تحلل لهم، منها متفق عليه ومختلف فيه. فأما ما فرض عليه فتسعة: الأول - التهجد بالليل، يقال: إن قيام الليل كان واجبا عليه إلى أن مات، لقوله تعالى}يا أيها المزمل قم الليل{المزمل: 1 - 2] الآية. والمنصوص أنه كان، واجبا عليه ثم نسخ بقوله تعالى}ومن الليل فتهجد به نافلة لك{الإسراء: 79] وسيأتي. الثاني: الضحى. الثالث: الأضحى. الرابع: الوتر، وهو يدخل في قسم التهجد. الخامس: السواك. السادس: قضاء دين من مات معسرا. السابع: مشاورة ذوي الأحلام في غير الشرائع. الثامن: تخير النساء. التاسع: إذا عمل عملا أثبته. زاد غيره: وكان يجب عليه إذا رأى منكرا أنكره وأظهره، لأن إقراره لغيره على ذلك يدل على جوازه، ذكره صاحب البيان. وأما ما حرم عليه فجملته عشرة: الأول: تحريم الزكاة عليه وعلى آله. الثاني: صدقة التطوع عليه، وفي آله تفصيل باختلاف. الثالث: خائنة الأعين، وهو أن يظهر خلاف ما يضمر، أو ينخدع عما يجب. وقد ذم بعض الكفار عند إذنه ثم ألان له القول عند دخول. الرابع: حرم الله عليه إذا ليس بأمته أن يخلعها عنه أو يحكم الله بينه وبين محاربه. الخامس: الأكل متكئا. السادس: أكل الأطعمة الكريهة الرائحة. السابع: التبدل بأزواجه، وسيأتي. الثامن: نكاح امرأة تكره صحبته. التاسع: نكاح الحرة الكتابية. العاشر: نكاح الأمة. وحرم الله عليه أشياء لم يحرمها غيره تنزيها له وتطهيرا. فحرم الله عليه الكتابة وقول الشعر وتعليمه، تأكيدا لحجته وبيانا لمعجزته قال الله تعالى}وما كنت تتلوا من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك{العنكبوت: 48]. وذكر النقاش أن النبي صلى الله عليه وسلم ما مات حتى كتب، والأول هو المشهور. وحرم عليه أن يمد عينيه إلى ما متع به الناس، قال الله تعالى}لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم{الحجر: 88] الآية. وأما ما أحل له صلى الله عليه وسلم فجملته ستة عشر: الأول: صفي المغنم. الثاني: الاستبداد بخمس الخمس أو الخمس. الثالث: الوصال. الرابع: الزيادة على أربع نسوة. الخامس: النكاح بلفظ الهبة. السادس: النكاح بغير ولي. السابع: النكاح بغير صداق. الثامن: نكاحه في حالة الإحرام. التاسع: سقوط القسم بين الأزواج عنه، وسيأتي. العاشر: إذا وقع بصره على امرأة وجب على زوجها طلاقها، وحل له نكاحها. قال ابن العربي: هكذا قال إمام الحرمين، وقد مضى ما للعلماء في قصة زيد من هذا المعنى. الحادي عشر: أنه أعتق صفية وجعل عتقها صداقها. الثاني عشر: دخول مكة بغير إحرام، وفي حقنا فيه اختلاف. الثالث عشر: القتال بمكة. الرابع عشر: أنه لا يورث. وإنما ذكر هذا في قسم التحليل لأن الرجل إذا قال الموت بالمرض زال عنه أكثر ملكه، ولم يبق له إلا الثلث خالصا، وبقي ملك رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما تقرر بيانه في آية المواريث، وسورة }مريم} بيانه أيضا. بقاء زوجيته من بعد الموت. السادس عشر: إذا طلق امرأة تبقى حرمته عليها فلا تنكح. وهذه الأقسام الثلاثة تقدم مفصلا في مواضعها. وسيأتي إن شاء الله تعالى. وأبيح له عليه الصلاة والسلام أخذ الطعام، والشراب من الجائع والعطشان، وإن كان من هو معه يخاف على نفسه الهلاك، لقوله تعالى}النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم{الأحزاب: 6]. وعلى كل أحد من المسلمين أن يقي النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه. وأبيح له أن يحمي لنفسه. وأكرمه الله بتحليل الغنائم. وجعلت الأرض له ولأمته. مسجدا وطهورا. وكان من الأنبياء من لا تصح صلاتهم إلا في المساجد. ونصر بالرعب، فكان يخافه العدو من مسيرة شهر. وبعث إلى كافة الخلق، وقد كان من قبله من الأنبياء يبعث. الواحد إلى بعض الناس دون بعض. وجعلت معجزاته. كمعجزات الأنبياء قبله وزيادة. وكانت معجزة موسى عليه السلام العصا وانفجار الماء من الصخرة وقد أنشق القمر للنبي صلى الله عليه وسلم وخرج الماء من أبين أصابعه صلى الله عليه وسلم وكانت معجزة عيسى صلى الله عليه وسلم الله إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص. وقد سبح الحصى في يد النبي صلى الله عليه وسلم، وحن الجذع إليه، وهذا أبلغ. وفضله الله عليهم بأن جعل القرآن معجزة له، وجعل معجزته فيه باقية إلى يوم القيامة، ولهذا جعلت نبوته مؤبدة لا تنسخ إلى يوم القيامة. ) ا.هـ |
الأخ أبو عبيد جزاك الله خير على هذه الفوائد الفرائد وإلى الأمـــام ولا تحرمنا من الإستمرار في العطاء أبو عبيد ما معنى ((الثاني: الاستبداد بخمس الخمس أو الخمس)) لك جزيل التحايا |
الاخ ابوعبيد
جزاك الله الف الف خير على التبيين والتوضيح عسالله ان يجعلها في موازين اعمالك لاهنت على ماقدمت من مفيدن مفيد جزاك الله خير |
أشكركم أيها الأحبة على هذا الدعم ، والله نسأل أن يرزقنا وإياكم الأخلاص في القول والعمل ...
أخي الحبيب راشد: المقصود بخمس الخمس : قال تبارك وتعالى ( واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ) قال ترجمان القرآن ابن عباس رضي الله عنه : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث سرية قسم خمس الغنيمة , فضرب ذلك الخمس في خمسة ثم قرأ : { واعلموا أنما غنمتم من شيء } الآية فجعل سهم الله وسهم رسوله واحدا وسهم ذوي القربى هو والذي قبله في الخيل والسلاح وجعل سهم اليتامى وسهم المساكين وسهم ابن السبيل لا يعطيه غيرهم ثم جعل الأربعة الأسهم الباقية للفرس سهمان ولراكبه سهم وللراجل سهم . والله أعلم فائدة: الصفي : هو الشيء الذي كان عليه الصلاة والسلام يصطفيه لنفسه من الغنيمة مثل درع أو سيف أو جارية روى أبو داود في سننه ( كان للنبي صلى الله عليه وسلم سهم يدعى الصفي إن شاء عبدا , وإن شاء أمة , وإن شاء فرسا يختاره قبل الخمس) ومن صفاياه صفية بنت حيي , اصطفاها وأعتقها , فتزوجها . وتقبلوا جميعا تحياتي |
مأجور إن شاء الله وبارك الله في جهودك الطيبه |
مأجور إن شاء الله وبارك الله في جهودك الطيبه
|
أبو عبيد مشكور على التوضيح جعلك تحيا
وأسأل الله أن يهب لك المثوبة والجزاء لـــك جزيل التحايا |
الأخ / أبو عبيد
بارك الله فيك على جهودك القيمه والمثمره وأسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجعل ماخطته يداك في هذا الملتقى الطيب أن يجعلها في موازين حسناتك يوم القيامه ولا تحرمنا من جديدك ننتظر قلمك المبدع أخــــــوك في اللــــه أبــــــــو فــــــــــــــــارس |
الفائدة ( 2)
من كتاب فتح الباري لابن حجر رحمه الله: تنويه : الفوائد ستكون باللون الأحمر باب { ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون } قال حميد وثابت عن أنس شج النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد فقال كيف يفلح قوم شجوا نبيهم فنزلت { ليس لك من الأمر شيء } قوله : ( باب قوله : ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون ) أي بيان سبب نزول هذه الآية ، وقد ذكر في الباب سببين ، ويحتمل أن تكون نزلت في الأمرين جميعا فإنهما كانا في قصة واحدة ، وسأذكر في آخر الباب سببا آخر . قوله : ( وقال حميد وثابت عن أنس : شج النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد ، فقال : كيف يفلح قوم شجوا نبيهم ؟ فنزلت : ليس لك من الأمر شيء ) أما حديث حميد فوصله أحمد والترمذي والنسائي من طرق عن حميد به ، وقال ابن إسحاق في المغازي " حدثني حميد الطويل عن أنس قال : كسرت رباعية النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد وشج وجهه ، فجعل الدم يسيل على وجهه ، وجعل يمسح الدم وهو يقول : كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم وهو يدعوهم إلى ربهم ؟ فأنزل الله الآية " وأما حديث ثابت فوصله مسلم من رواية حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم أحد وهو يسلت الدم عن وجهه : كيف يفلح قوم شجوا نبيهم وكسروا رباعيته وأدموا وجهه ؟ فأنزل الله عز وجل : " ليس لك من الأمر شيء الآية " وذكر ابن هشام في حديث أبي سعيد الخدري " أن عتبة بن أبي وقاص هو الذي كسر رباعية النبي صلى الله عليه وسلم السفلى وجرح شفته السفلى وأن عبد الله بن شهاب الزهري هو الذي شجه في جبهته وأن عبد الله بن قميئة جرحه في وجنته فدخلت حلقتان من حلق المغفر في وجنته وأن مالك بن سنان مص الدم من وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ازدرده فقال : لن تمسك النار " وروى ابن إسحاق من حديث سعد بن أبي وقاص قال : " فما حرصت على قتل رجل قط حرصي على قتل أخي عتبة بن أبي وقاص لما صنع برسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد " وفي الطبراني من حديث أبي أسامة قال : " رمى عبد الله بن قميئة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد فشج وجهه وكسر رباعيته فقال : خذها وأنا ابن قميئة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يمسح الدم عن وجهه : مالك أقمأك الله ، فسلط الله عليه تيس جبل فلم يزل ينطحه حتى قطعه قطعة قطعة " وأخرج ابن عائذ في المغازي عن الوليد بن مسلم حدثني عبد الرحمن بن يزيد عن جابر فذكر نحوه منقطعا ، وسيأتي في أواخر هذه الغزوة شواهد لحديث أنس من حديث أبي هريرة وغيره . ووقع عند مسلم من طريق ابن عباس عن عمر في قصة بدر قال : فلما كان يوم أحد قتل منهم سبعون وفروا وكسرت رباعية النبي صلى الله عليه وسلم وهشمت البيضة على رأسه وسال الدم على وجهه . فأنزل الله تعالى : ( أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها ) الآية والمراد بكسر الرباعية وهي السن التي بين الثنية والناب أنها كسرت فذهب منها فلقة ولم تقلع من أصلها . . أهـ قال أبو عبيد: من فوائد هذه الحادثة: 1- انظروا رحمكم الله إلى جزاء من نصر النبي صلى الله عليه وسلم : - مالك بن سنان ودعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - له ( لن تمسك النار ). 2- حرص الصحابة على نصرة النبي - صلى الله عليه وسلم - ولو كان ضد أقرب الناس لهم. - قول سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه ( فما حرصت على قتل رجل قط حرصي على قتل أخي عتبة بن أبي وقاص لما صنع برسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد ). 3- جزاء من يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم : - ما صنع الله بعبدالله بن قمئة ( فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يمسح الدم عن وجهه : مالك أقمأك الله ، فسلط الله عليه تيس جبل فلم يزل ينطحه حتى قطعه قطعة قطعة ). فهل عملنا على نصرة حبيبنا - صلى الله عليه وسلم - ؟ وهل قدمنا محبته على كل محبة ؟ |
شكراً لك اخي الكريم على هذا المقال
وبارك الله فيك ونفع بعلمك |
الأخوة الأحبة:
شكر الله لكم دعمكم ... والله نسأل أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال ، وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم... |
الفائدة ( 3 )
يسأل بعض الأخوة المهتمين بالفقه عن منهجية العلماء في ترتيب المواضيع الفقهية ... والجواب من شرح منتهى الإرادات ( من أشهر كتب الحنابلة ومن الكتب المعتمدة لديهم ) ... قال ( وبدأ الفقهاء بالطهارة لأن آكد أركان الإسلام ، بعد الشهادتين الصلاة : والطهارة شرطها والشرط مقدم على المشروط وقدموا العبادات اهتماما بالأمور الدينية ثم المعاملات لأن من أسبابها الأكل والشرب ونحوه من الضروري الذي يحتاج إليه الكبير والصغير وشهوته مقدمة على شهوة النكاح وقدموه على الجنايات والحدود والمخاصمات لأن وقوعها في الغالب بعد الفراغ من شهوتي البطن والفرج ) اهـ |
الفائدة ( 4 )
من شرح صحيح مسلم للإمام النووي رحمه الله: ( قوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا قاتل أحدكم أخاه فليجتنب ) وفي رواية : ( إذا ضرب أحدكم ) وفي رواية : ( لا يلطمن الوجه ) وفي رواية : ( إذا قاتل أحدكم أخاه فليجتنب الوجه ، فإن الله خلق آدم على صورته ) قال العلماء : هذا تصريح بالنهي عن ضرب الوجه ؛ لأنه لطيف يجمع المحاسن ، وأعضاؤه نفيسة لطيفة ، وأكثر الإدراك بها ؛ فقد يبطلها ضرب الوجه ، وقد ينقصها ، وقد يشوه الوجه ، والشين فيه فاحش ؛ ولأنه بارز ظاهر لا يمكن ستره ، ومتى ضربه لا يسلم من شين غالبا ، ويدخل في النهي إذا ضرب زوجته أو ولده أو عبده ضرب تأديب فليجتنب الوجه . ) يقول أبو عبيد: وللأسف أن بعض المسلمين يغفل عن هذا النهي ، فيتعمد ضرب الآخرين على وجوههم ... وقبيح جدا ضرب الزوجة أو الولد أو الخادم وأقبح منه حينما يضربون على وجوههم خاصة عند بعض أبناء القبيلة حينما يعتبر ذلك من المرجلة ، ويتفاخرون بأن فلان لطم فلان على وجهه ، أو لطم زوجته على وجهها ... أو ينصح بعضهم الآخر فيما يتعلق بتربية الولد ( ألطمه على وجهه ) فنسأل الله العفو والعافية، وأن يرزقنا الفهم السليم لديننا واتباع منهج الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم |
الفائدة ( 5 )
من كتاب إعلام الموقعين عن رب العالمين لابن القيم رحمه الله حينما كتب عن إنكار المنكر وشروطه ضرب له مثالا فقال: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم شرع لأمته إيجاب إنكار المنكر ليحصل بإنكاره من المعروف ما يحبه الله ورسوله ، فإذا كان إنكار المنكر يستلزم ما هو أنكر منه وأبغض إلى الله ورسوله فإنه لا يسوغ إنكاره ، وإن كان الله يبغضه ويمقت أهله ، وهذا كالإنكار على الملوك والولاة بالخروج عليهم ؛ فإنه أساس كل شر وفتنة إلى آخر الدهر ، { وقد استأذن الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتال الأمراء الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها ، وقالوا : أفلا نقاتلهم ؟ فقال : لا ، ما أقاموا الصلاة } وقال : { من رأى من أميره ما يكرهه فليصبر ولا ينزعن يدا من طاعته } ومن تأمل ما جرى على الإسلام في الفتن الكبار والصغار رآها من إضاعة هذا الأصل وعدم الصبر على منكر ؛ فطلب إزالته فتولد منه ما هو أكبر منه ؛ فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى بمكة أكبر المنكرات ولا يستطيع تغييرها ، بل لما فتح الله مكة وصارت دار إسلام عزم على تغيير البيت ورده على قواعد إبراهيم ، ومنعه من ذلك - مع قدرته عليه - خشية وقوع ما هو أعظم منه من عدم احتمال قريش لذلك لقرب عهدهم بالإسلام وكونهم حديثي عهد بكفر ، ولهذا لم يأذن في الإنكار على الأمراء باليد ؛ لما يترتب عليه من وقوع ما هو أعظم منه . |
جزاك الله خير يابن عبيد
واسأل الله أن لا يحرمك أجر هذه الفوائد واصل ونحن معك متابعين ما تقدم لك جزيل التحايا |
اسأل الله ان يرفع به مقامك في الدنيا والاخره
وان يجعلنا من رواد حوض نبيه صلى الله عليه وسلم... وسلمت اناملك .... |
الفائدة ( 6 )
من كتاب السياسة الشرعية لابن تيمية رحمه الله ( وقال تعالى : { تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ } (سورة القصص : الآية 83) . فإن الناس أربعة أقسام : القسم الأول : يريدون العلو على الناس ، والفساد في الأرض وهو معصية الله ، وهؤلاء الملوك والرؤساء المفسدون ، كفرعون وحزبه . وهؤلاء هم شرار الخلق . قال الله تعالى : { إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ } (سورة القصص : الآية 4) . وروى مسلم في صحيحه عن ابن مسعود رضي الله عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « " لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر ، ولا يدخل النار من في قلبه مثقال ذرة من إيمان " . فقال رجل يا رسول الله : إني أحب أن يكون ثوبي حسناً ، ونعلي حسنا ، أفمن الكبر ذاك ؟ قال : " لا : إن الله جميل يحب الجمال ، الكبر بطر الحق وغمط الناس » فبطر الحق دفعه وجحده . وغمط الناس احتقارهم وازدراؤهم ، وهذا حال من يريد العلو والفساد . والقسم الثاني : الذين يريدون الفساد ، بلا علو ، كالسراق والمجرمين من سفلة الناس . والقسم الثالث : يريدون العلو بلا فساد ، كالذين عندهم دين يريدون أن يعلوا به على غيرهم من الناس . وأما القسم الرابع : فهم أهل الجنة ، الذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فسادا ، مع أنهم قد يكونون أعلى من غيرهم ، كما قال الله تعالى : { وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } (سورة آل عمران : الآية 139) . وقال تعالى : { فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ } (سورة محمد : الآية 35) . وقال : { وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ } (سورة المنافقون : من الآية 8) . ) اهـ |
الفائدة ( 7 )
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : (إن الذي يتصدَّى لضبط الوقائع من الأقوال والأفعال والرجال: يلزمه التحري في النقل فلا يجزم إلا بما يتحققه، ولا يكتفي بالقول الشائع ولا سيما إن ترتب على ذلك مفسدة من الطعن في حق أحد من أهل العلم والصلاح) "ذيل التبر المسبوك" للسخاوي ص 4 |
الفائدة ( 8 )
- حدثني مالك عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبيه عن بلال بن الحارث المزني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه - ( ش ) : قوله صلى الله عليه وسلم إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله يريد - والله أعلم - بما يرضاه الله عز وجل ما كان يظن أن تبلغ حيث بلغت يريد لا يستطيعها وقوله صلى الله عليه وسلم يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه قال ابن عيينة في تفسير هذا الحديث هي الكلمة عند السلطان الظالم ليرده بها عن ظلمه في إراقة دم أو أخذ مال أو ليصرفه عن معصية الله عز وجل أو يعين ضعيفا لا يستطيع بلوغ حاجته إليه ، وروى عبد المتعالي بن صالح قال : قيل لمالك يدخل على السلطان وهم يظلمون ويجورون قال : يرحمك الله فأين التكلم بالحق . ( فصل ) وقوله صلى الله عليه وسلم وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى يعني - والله أعلم - في عونه على الجور والإثم وتزيينه له بما يسخط الله تعالى ، قال ابن مزين : بلغني أن بعض أهل العلم كان يقول في تفسيره هي الكلمة يتكلم بها الرجل عند ذي سلطان يرضيه بها فيما يسخط الله عز وجل وقال عيسى بن دينار معنى قوله صلى الله عليه وسلم هو فيما يرى الرفث والخنا وما أشبهه من الكلام ولم يرد به من جحد ولا كفر في دين الله تعالى . ( فصل ) وقوله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يريد لا يعبأ بها ويستخفها فلا يعاجل الندم عليها والتوبة منها ، وقد روي عن ابن مسعود أن المؤمن يرى ذنوبه كأنه تحت جبل يخاف أن يهال عليه وأن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه قال مالك بن الحارث لقد منعني هذا الحديث من كلام كثير . اهـ المنتقى شرح الموطأ |
الفائدة ( 9 )
( باب ما جاء في خفض الصوت وتخمير الوجه عند العطاس ) أي غضه " وتخمير الوجه " أي تغطيته باليد أو بالثوب " عند العطاس " بضم العين المهملة وهو اندفاع الهواء بعزم من الأنف مع صوت يسمع . من تحفة الأحوذي فأين نحن من هذا الأدب ؟؟؟ |
الفائدة ( 10 )
الرشوة : أخذ المال ليحق به الباطل أو يبطل الحق فأما إذا كان مظلوما فبذل لمن يتوسط له عند السلطان في خلاصه وستره فليس ذلك بإرشاء حرام بل جعالة مباحة حكاه القاضي الحسين في باب الربا من تعليقه عن القفال ونقله النووي في فتاويه مقتصرا عليه لكن في المنهاج للحليمي لا يحل لأحد أن يأخذ من أحد مالا على دفع ظلم عنه أو على رد مال له في يده وإن جاز للمظلوم وصاحب المال إذا علم أنه لا يندفع الظلم عنه أو لا يصل إلى ماله " إلا بشيء " " يرضخه أو يعطيه " وهذا كالأسير أو المحبوس بغير حق إذا لم يطلق إلا بشيء فله إعطاؤه ويحرم على الآخذ " الأخذ " . من كتاب المنثور في القواعد |
الفائدة ( 11 )
( قولهم في مرتكب الكبيرة ) * ولا يكفِّرون أحدا من أهل القبلة بذنب يرتكبه كنحو الزنا والسرقة وما أشبه ذلك من الكبائر ، ومعهم بما هم من الإيمان مؤمنون وإن ارتكبوا الكبائر . اللغة : - ( ولا يكفرون ) : أي لا يحكمون بالكفر . - ( الكبائر ) : هي الذنوب التي ورد في حقها لعن أو وعيد شديد . الشرح : دل على إثبات أن الكبيرة لا تُخرج صاحبها من الإيمان القرآن والسنة والإجماع ، قال تعالى : { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا } [ سورة النساء ، الآية : 48 ] . قال الأشعري : ( وأجمعوا على أن المؤمن بالله تعالى وسائر ما دعا إليه النبي صلى الله عليه وسلم أن الإيمان به لا يخرجه عنه شيء من المعاصي ولا يحبط إيمانه إلا الكفر ، وأن العصاة من أهل القبلة مأمورون بسائر الشرائع غير خارجين عن الإيمان ) [ رسالة الثغر ، ص ( 94 ) ] ، وهذا هو ما قرره الحافظ أبو بكر الإسماعيلي في اعتقاد أئمة أهل الحديث [ ص ( 64 ) ] حيث قال : ( ويقولون إن أحدا من أهل التوحيد ومن يصلي إلى قبلة المسلمين لو ارتكب ذنبا أو ذنوبا كثيرة صغائر أو كبائر ، مع الإقامة على التوحيد لله والإقرار بما التزمه وقبله عن الله ؛ فإنه لا يكفر به ويرجون له المغفرة ، قال تعالى : { وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ } [ سورة النساء ، الآية : 48 ] وكذا شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني حيث قال في كتابه عقيدة السلف أصحاب الحديث [ ص ( 71- 72 ) ] : ( ويعتقد أهل السنة أن المؤمن وإن أذنب ذنوبا كثيرة صغائر كانت أو كبائر فإنه لا يكفر بها ، وإن خرج من الدنيا غير تائب منها ومات على التوحيد والإخلاص فإن أمره إلى الله عز وجل إن شاء عفا عنه وأدخله الجنة يوم القيامة سالما غانما غير مبتلى بالنار ولا معاقب على ما ارتكبه من الذنوب واكتسبه ثم استصحبه إلى يوم القيامة من الآثام والأوزار ، وإن شاء عاقبه وعذبه مدة بعذاب النار وإذا عذبه لم يخلده فيها بل أعتقه وأخرجه منها إلى نعيم دار القرار ) . الخلاصة : لا يحكم أهل السنة على مرتكب الكبيرة بالكفر ، بل هو مسلم فاسق ، ولا يكفرون أحدا بذنب ما لم يستحله ، ويقولون إن مرتكب الكبيرة تحت المشيئة يوم القيامة إن شاء الله عفا عنه ، وإن شاء عذبه . كتاب : اعتقاد أهل السنة |
الفائدة ( 12 )
فصل ( في العفو عمن ظلم وجعله في حل ) . قال صالح : دخلت على أبي يوما فقلت بلغني أن رجلا جاء إلى فضل الأنماطي فقال له : اجعلني في حل إذا لم أقم بنصرتك ، فقال فضل : لا جعلت أحدا في حل ، فتبسم أبي وسكت ، فلما كان بعد أيام قال لي مررت بهذه الآية : { فمن عفا وأصلح فأجره على الله } فنظرت في تفسيرها فإذا هو ما حدثني به هاشم بن القاسم حدثني المبارك حدثني من سمع الحسن يقول : إذا جثت الأمم بين يدي رب العالمين يوم القيامة ونودوا : ليقم من أجره على الله عز وجل ، فلا يقوم إلا من عفا في الدنيا قال أبي : فجعلت الميت في حل من ضربه إياي ثم جعل يقول : وما على رجل أن لا يعذب الله تعالى بسببه أحدا . وقال في رواية حنبل : وهو يداوي اللهم لا تؤاخذهم : فلما برئ ذكره حنبل له فقال : نعم أحببت أن ألقى الله تعالى وليس بيني وبين قرابة النبي صلى الله عليه وسلم شيء ، وقد جعلته في حل إلا ابن أبي داود ومن كان مثله فإني لا أجعلهم في حل رواه بعضهم من رواية أبي العباس البردعي حدثنا أبو الفضل البغدادي قال : قال لي حنبل فذكره . وقال عبد الله قال أبي : وجه إلي الواثق أن اجعل المعتصم في حل من ضربه إياك ، فقلت ما خرجت من داره حتى جعلته في حل ، وذكرت قول النبي صلى الله عليه وسلم { لا يقوم يوم القيامة إلا من عفا } فعفوت عنه . وقال لولا أن ابن أبي داود داعية لأحللته . وروى عنه عبد الله أنه أحل ابن أبي داود وعبد الرحمن بن إسحاق فيما بعد . وروى الخلال عن الحسن قال : أفضل أخلاق المؤمن العفو . وروى أيضا من رواية مجالد عن الشعبي عن مسروق سمعت عمر يقول : كل الناس مني في حل . من كتاب: الآداب الشرعية |
ماشاءالله عليك
فجزاك الله خير على هذه الفوائد ومشكور والله يعطيك العافية |
الله يجزيك الخير
وسعيد بمرورك وتعليقك |
الفائدة ( 13 )
من كتاب درر الحكام في شرح مجلة الأحكام ( المادة 60 ) إعمال الكلام أولى من إهماله هذه القاعدة مأخوذة من كتاب الأشباه ، وقد ذكرت فيه على الصورة الآتية : ( إعمال الكلام أولى من إهماله متى أمكن فإن لم يمكن أهمل ) يعني أنه لا يجوز إهمال الكلام واعتباره بدون معنى ما أمكن حمله على معنى حقيقي له أو معنى مجازي ؛ لأنه لما كان إهمال الكلام إنما هو اعتباره لغوا وعبثا ، والعقل والدين يمنعان المرء من أن يتكلم بما لا فائدة فيه ، فحمل كلام العاقل على الصحة واجب . |
رد: فوائد من بطون الكتب
الفائدة ( 14 )
وكفى بالعقل منزلة عند الله معرفة الأمور الثلاثة الآتية: الأمر الأول: أنه مناط التكليف وأن غير العاقل لا ينال شرف التكليف من الله تعالى، ذلك أن التكليف لا يكون إلا لمن أمكنه علم الحق والعمل به ومعرفة الباطل وتركه، وهذا لا يمكن إلا من أهل العقول. ولهذا تجد علماء الإسلام يذكرون في كتبهم -أصولا كانت أو فروعا- أن من أهم شروط التكليف: العقل، فلا يكلف غير العاقل ... الأمر الثاني: أن العقل هو إحدى الضرورات الخمس التي لا تكون الحياة في الأرض مستقرة ولا قائمة بدون حفظها. وهي: الدين، والنفس، والعقل، والنسل، والمال [راجع كتابنا: الإسلام وضرورات الحياة ص 105 الطبعة الثانية. نشر وتوزيع دار المجتمع. جدة]. الأمر الثالث: أن الله تعالى أرسل رسله وأنزل كتبه لإبلاغ الناس دينه الحق، مبينا لهم بحججه وبراهينه أن ذلك الدين حق وأن ما خالفه باطل، ملجئا تلك العقول بتلك الحجج والبراهين إلى التسليم الاختياري بأن دين الله حق وأنه الهدى والرشاد، وأنه جالب لمصالحهم في الدارين، واقٍ لهم من المفاسد فيهما. من كتاب: السباق إلى العقول تأليف الدكتور / عبد الله قادري الأهدل |
الساعة الآن 04:10 PM
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
---