::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - دمعة جدي .. درس من التاريخ .. وفاء للوطن !!

دمعة جدي .. درس من التاريخ .. وفاء للوطن !!

كنت في المرحلة المتوسطة وتحديدا صف ثاني متوسط وللتو كنت عائد من بئر ارتوازية يوجد بها مسبح وكنا نحب السباحة ففوجئت وإذا صاحب المخبز المجاور لمنزلنا يستمع للقرآن الكريم في الراديو فسألته مالخبر فأجابني توفي الملك فيصل .
جاءني الخبر كالصاعقة وكنت أحب الملك فيصل رحمه الله محبة عظيمة ومعجب بشخصيته وذكائه وسياسته فذهبت للمنزل وأخبرت عمي وكنت أسكن معه فلم يصدق وبدأ يقلب الإذاعات وما أن صح عنده الخبر حتى بدت على وجهه علامات الحزن الشديد والخوف والإرتباك وووو .
كان جدي رحمه الله وهو في الثمانينات من عمره يسكن في منزل عمي وكنت ملاصقا له أنام وهو في غرفة واحدة ويطلب مني التسميع له للقرآن حفظا وأتذكر أنني سمعت له سورة الكهف .
بعد وفاة الملك فيصل رحمه الله بقي جدي ما يقارب ثلاثة أشهر ودمعته لا تكاد تفارق عينيه كلما رأيته وقابلته تنهال الدمعة على خده فزاد حزني حزنا فلما طال به المقام وهو على تلك الحال سألته بكل جرأة جدي كل هذا حزنا على وفاة الملك فيصل رحمه الله فأجابني نعم يا ولدي أنتم لم تدركو سنوات الخوف والحنشل والقتل والنهب يشير إلى ما قبل توحيد المؤسس رحمه الله للمملكة واستقرار البلاد والأمن . فدمعت عيني دمعة لا أنساها .
حقيقة لقد لقنني جدي درسا من التاريخ درسا في أهمية ومكانة وعظمة ولي الأمر المسلم المؤمن الموحد المخلص لأهله وأبنائه وبناته من مواطنيه ورعيته .
درسا في أهمية ومكانة ولي الأمر في حفظ الضرورات الخمس وحفظ أركان الدين وتوفير الطمأنينة والراحة والإستقرار لمن ولاه الله أمرهم وتأمين أسباب المعيشة ولقمة العيش وصحة الجسد لرعاياه ومواطنيه .
كل هذه بفضل الله وتوفيقه ثم بفضل ولاتنا حفظهم الله ورعاهم وسدد على سبيل الخير والهدى والصلاح والرشاد خطاهم أقول كلها موفرة مؤمنة لهذا الشعب العظيم فوطننا وطن الخير والنمو والخيرات والبركات وطن الرقي والتطور والمحبة وطن المقدسات وقبلة المسلمين في أرجائها ووطن التوحيد والإيمان والشريعة وطاعة الملك الديان وطن تنفيذ الحدود والعمل بالكتاب والسنة بل هو بلد السنة .
وطن الألفة والإخاء والعدل والرخاء والسلام وحسن الجوار .
فهل نتعظ جميعا بدمعة جدي رحمه الله تعالى ونعلنها حملة وفاء وطاعة لمن ولاهم الله أمرنا وحملة وفاء لوطننا الغالي وطننا الذي احتضننا مذ كنا في المهد رضعا وحتى بلغنا من الكبر عتيا احتضننا بكلتا يديه لم يكل ولم يمل ولم يضق بنا ذرعا لحظة واحدة أفلا يستحق أن نقابل وفاءه لنا بوفاء مثله وكرمه علينا بكرم مثله ومروءته معنا بمورءة مثلها وحمايته لنا بحماية مثلها وتشرفه بنا بمثله أيضا .http://

د. إبراهيم بن عبد الله المطلق

منقول للفائدة