
هو أحد أبناء الصنديد أحمد بن محمد السديري من مشاهير نجد وزعمائها المعدودين ، ولد الأمير تركي - رحمه الله - في بلدة السدارى الشهيره الغاط سنة 1319هـ وهي السنة المشهورة التي فتحت بها الرياض واستعاد بها الملك عبدالعزيز أول ملك أبائه واجداده ، واخذ يمهد لتوحيد الدولة السعودية الثالثة.
لذا فقد نشأ بظروف غير مستقرة لأن والده رحمه الله كان أحد قادة الملك عبدالعزيز الذين صار لهم دور هام في تلك الفتوحات ، وقد صقلته هذه الظروف وجعلت منه ومن اخوته رجالاً غير عاديين.
درس الأمير تركي مثل غيره في ذلك الزمن في الكتاتيب وتعلم القراءه واصول الدين حتى أخذ نصيبا ً مما قسم الله له ثم علمه أبوه ركوب الخيل والرماية وتحمل المشاق حتى هيأ نفسه للمهام حيث رافق الملك عبدالعزيز في عدة غزوات وعمره لم يتجاوز العشرون سنة إذ بدأها عام 1339هـ حتى عام 1345هـ وفي عام 1346هـ ولاه الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه منطقة الجوف ، وفي عام 1347هـ عندما ظهرت فتنة الاخوان عاد للاشتراك في اخمادها وهي معركة السبلة المعروفة ، ثم اشترك بعدة حملات على الحدود الشمالية والغربية ، ثم عاد الى عمله أميراً على منطقة عسير التي لم تكن أجزاؤها مستقرة أنذاك ، وأخذ رحمه الله تلك الصعوبات بحكمته وصلابته حتى هدأت الأوضاع تماما ً وعاد الأمن والأمان لتلك المناطق.
ثم أضيفت منطقة جيزان لصلاحياته فترة من الزمن لكنه رأى ان تكون جازان امارة مستقلة وطلب من الملك اعفاءه من امارتها فأجيب طلبه ، وصارت جيزان امارة مستقلة ، وفي اثناء عمله بعسير قام بمجهودات جبارة مع الأمير سعود بن عبدالعزيز(الملك فيما بعد) والأمير فيصل بن عبدالعزيز(الملك فيما بعد) أثناء حرب اليمن عندما قادا رحمها الله الحملات اثناء الحرب عام 1352هـ ، فكان تركي يقوم الى جانب عمله أميرا ً لعسير بتسيير وتجهيز الجيوش والاشراف التام على التموينات العسكرية حتى انتهت الحرب بالنصر المؤزر واستولى الأمير فيصل على الحديدة وميدي وبيت الفقيه وغيرها حتى خضع امام اليمن للشروط وانسحبت القوات السعودية من تلك الجهات بعد اتفاقية الطائف المعروفة .
وفي عام 1354هـ انتدبه الملك عبدالعزيز الى جيزان على اثر وفاة أميرها حمد الشويعر ( يرجع لقبيلة الدواسر من الحقبان) - رحمه الله وتردي بعض الاوضاع في جزيان ، وفي عام 1361هـ تراس الأمير تركي الحملة على بعض قبائل الريث وبعضا من قحطان لحصول اعتدائات من بعضهم البعض وسادت الفوضى بينهم وكثر القتل والنهب وامتنعوا عن تأدية الزكاه ، وقد نجحت حملة معاليه نجاحا ً تاماً وانقادت تلك العشائر لولي الأمر وتصالحوا فيما بينهم الى اليوم.
وفي عام 1370هـ حصل سوء تفاهم بين قحطان أهالي تثليث أدى الى صدام بينهم ، حيث نهض لهم الأمير تركي السديري وعمل على اصلاح ذات البين بما وهبه الله من حكمه وسعة تفكير ورجع مظفراً والكل يدعو له بالتوفيق.
وفي عام 1371هـ عين رسمياً في امارة جيزان وظل على رأس العمل حتى وافاه الأجل يوم 4- 11- 1397 في مسقط راسه (الغاط) رحمه الله رحمة ً واسعه .

الأمير محمد بن تركي السديري حفظه الله
وقد عين ابنه معالي الأمير محمد بن تركي السديري أميراً على منطقة جيزان خلفاً لوالده حتى تقاعد معاليه حسب طلبه وهو يتمتع بسمعة طيبه لامثيل لها وله الكثير من صفات والده الحميده.
جميع الحقوق محفوظة لموقع الدواسر الرسمي