[معلومات العضو ابومبارك الدوسري]

محمد المعيبد

غلاء الأسعار والتبريرات (2 من 2)

محمد عبدالرحمن المعيبد



استكمالا لما بدأته في الاسبوع الماضي من مناقشة فواز العلمي عن تبريراته لارتفاع الأسعار والتي أنهيتها عند نقطته الثالثة.
أما عن النقطة الرابعة التي يقول فيها (ارتفاع سعر اليورو حيث زادت واردات دول الخليج من الاتحاد الاوروبي 37 في المائة).
فأقول: ان ذلك مرده السياسة النقدية في دول الخليج بعدم تنويع ربط العملة بسلات النقد الدولية مثل الين والمارك والفرنك كما هي في الدولار واليورو.
وعن النقطة الخامسة والتي يقول فيها (انتشار الأوبئة والآفات الزراعية مثل انفلونزا الطيور في آسيا والحمى القلاعية في افريقيا وجنون البقر في أوروبا واستخدام التعديل الوراثي في أمريكا مما أدى الى تراجع المعروض من المنتجات لهذه السلع وبالتالي زيادة أسعارها).
فأقول: ان ذلك متوقف على فلسفة المخزون الاستراتيجي لمعالجة الظروف الطارئة لكل دولة وهي تدخل ضمن نظرية الأمن الغذائي المعمول بها في كل أنحاء العالم كي لا يضار بها صغار المستهلكين وهي تعزز بنسب مدروسة حسب طبيعة كل بلد وعاداتها الغذائية وسلوكياتها الشرائية من حيث الكمية والنوعية.
أما عن النقطة السادسة التي يقول فيها (قام الاتحاد الاوروبي بتخفيض قيمة الدعم الممنوح لصادراتها الزراعية تمشيا مع التزاماتها في منظمة التجارة العالمية مما أدى الى ارتفاع أسعار الواردات الزراعية في الدول المستوردة للمنتجات الأوروبية).
فجوابا: ان الأنظمة التي شرعتها منظمة التجارة العالمية ليست خافية على الدول الموقعين عليها وجدير بهم استيعابها في خططهم ودعم ترك الأمور على احتمالات التطبيق فيجب أن تشملها الدراسة كواقع ومعالجة ما يترتب على ضوئها.
وآخرها النقطة السابعة التي يقول فيها (اشتداد موجة الصقيع أدت الى اتلاف كميات كبيرة من المحاصيل الزراعية وتراجع المعروض منها في الأسواق وبالتالي ارتفاع الأسعار).
وهنا أعود الى استراتيجية الأمن الغذائي وهو متعارف عليه بضرورة وجودها ومن أولويات التخطيط. لذا يتوجب علينا استيعاب كامل المشهد الاقتصادي بجميع تداخلاته المتشابكة دون التشبث في الجزئيات وترك باقي المكونات لإيجاد المبررات للمعوقات التي تظهر على السطح مثل الغلاء الناتج عن قصور في التخطيط والتي نعزي بها أنفسنا على عدم قدرتنا في اللحاق بمخططات الآخرين ومسايرتها ـ والله الموفق.