استشهاد أخوكم فيصل بن فهد بن ثلاب ال مصلح الخييلات
وكنيته ( أبو سواد الخييلي ) في أفغانستان .. وذكر سيرته
الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر ..
فزت ورب الكعبة .. فزت ورب الكعبة ..
هذا هو لسان حال الشهيد - كما نحسبه والله حسيبه - فيصل بن فهد
( أبو سواد الخييلي ) من أرض الكويت ..
ففي هذا الشهر الفضيل .. الذي يتسابق فيه المجتهدون لبلوغ أعلى المراتب .. ونيل السبق في كل المفاخر .. للفوز برضا الرحمن .. وما عنده من النعيم المقيم ..
ترجل فارسنا البطل أبو سواد الخييلي ( فيصل بن فهد ابن مصلح الخييلى ) شهيدا كما نحسبه والله حسيبه ولا نزكي على الله أحدا، ترجل الفارس على ثرى أفغانستان بعد معركة شرسة مع الأمريكان .. وأثناء انسحاب الأخوة بعد انتهائهم من الهدف المحدد لهذه المعركة .. طلب الأمريكان مدد الطائرات .. فأتت طيارتين بدون طيار وألقت الصواريخ .. وقتل أخونا فيصل .. ومعه بعض إخوانه من الأفغان .. نسأل الله أن يتقبلهم عنده من الشهداء ..
قال سبحانه (( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون )) وقال سبحانه (( فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة ومن يقاتل في سبيل الله فيُقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجرا عظيما .. ))
ولئن سألتم أخانا فيصل لماذا خرجت وجاهدت لأجاب بالآية التي تليها (( .. وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا ... )) ولئن سألتموه ما هو الميزان الذي تقاتل عليه لأجاب بالآية التي تليها (( .. الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا )) النساء
وقال صلى الله عليه وسلم (( مَا مِنْ غَازِيَةٍ أَوْ سَرِيَّةٍ تَغْزُو فَتَغْنَمُ وَتَسْلَمُ إِلَّا كَانُوا قَدْ تَعَجَّلُوا ثُلُثَيْ أُجُورِهِمْ وَمَا مِنْ غَازِيَةٍ أَوْ سَرِيَّةٍ تُخْفِقُ وَتُصَابُ إِلَّا تَمَّ أُجُورُهُمْ )) رواه مسلم
وأخونا أبو سواد الخييلي له مشوار في الجهاد ..
فقد ذهب للجهاد أول مرة للبوسنة نصرة لإخوانه وأخواته في النصف الثاني من سنة 1994 وتم هناك حتى نهاية تلك السنة وكانت كنيته هناك ( أبو عبدالعزيز ) .. ثم عاد أدراجه للكويت .. ولم يجلس بها إلا أشهر قليلة .. ثم طار بقلبه وجسده إلى أفغانستان نصرة للمسلمين هناك .. وانضم تحت قيادة حكمتيار هناك مع أخونا أبو معاذ الخوستي تقبله الله .. ثم بعد ذلك أصابته إصابة في رأسه أتت من قبل شيعة أفغانستان عليهم لعنة الله .. ففتحت رأسه .. وفقد ذاكرته نوعا ما .. فتعالج قليلا هناك ثم عاد للكويت بأمر من أبي معاذ الخوستي ... وبعد عودته للكويت وفقدانه للذاكرة نوعا ما عاد إلى فتوره ..
ومضت الأيام حتى وقعت أحداث الكويت .. فقام بنصرة إخوانه هناك من غير سابق معرفة بهم .. سمع أنهم محاصرون وأنهم يريدون أن يقتلوا الأمريكان .. فذهب إلى مكان المحاصرة ونصر إخوانه وساعدهم .. وإنها لصفات المؤمن الشجاع نسأل الله أن يتقبل منه ..
فنصر إخوانه ثم توارى عن الأنظار بعد الحادثة .. واختلط مرة أخرى بغير الملتزمين .. وضعف مرة أخرى ..
وبعد مرور وقت قصير .. وبعد سماع التحريضات والدعوات من قبل المجتهدين من أبناء هذه الأمة .. تيقظ إيمانه، وفر شيطانه، فأقبل مهاجرا إلى أفغانستان مرة أخرى .. وما أن وصل إلا وسلموه الأخوة إمارة إحدى المجاميع بعد أن عرفوه .. حيث أنه كان عسكريا متمرسا رحمه الله تعالى ..
قال صلى الله عليه وسلم (( مِنْ خَيْرِ مَعَاشِ النَّاسِ لَهُمْ رَجُلٌ مُمْسِكٌ عِنَانَ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَطِيرُ عَلَى مَتْنِهِ كُلَّمَا سَمِعَ هَيْعَةً أَوْ فَزْعَةً طَارَ عَلَيْهِ يَبْتَغِي الْقَتْلَ وَالْمَوْتَ مَظَانَّهُ ... الحديث )) رواه مسلم
وها هو اليوم فارسنا يترجل مقبلا غير مدبر .. نسأل الله أن يتقبل منه ..
فلسنا على الأعقاب تدمى كلومنا *** ولكن على أقدامنا تقطر الدما
قال شيخ الإسلام بن تيمية (( من كان كثير الذنوب فأعظم دوائه الجهاد، فإن الله عز وجل يغفر ذنوبه، كما أخبر الله في كتابه بقوله سبحانه وتعالى [ يغفر لكم من ذنوبكم ] )) مجموع الفتاوى 28/421 .
ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين .. ولكن المنافقين لا يعلمون
والحمدلله رب العالمين