قال معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما: ((إيّاكم والفتنة، فلا تهموا بها، فإنّها تُفسدُ المعيشة وتُكدّرُ النّعمة وتورثُ الاستئصال)) ذكره الذهبيُّ في ((السّير 3/148)).
والفتنة في هذا الأثر العظيم لهذا الصحابي الجليل -خال المؤمنين- رضي الله عنه هي الخروجُ على الحُكّام ومُنابذتهم السيف. فإنّها -والله- سببٌ في إفساد معيشة الخلائق حكّاماً ومحكومين بقطع السُبُل وتعطّل المصالح وإزهاق الأنفس. وسببٌ في تكدّر النّعمة على الغنيّ والفقير سواء بسواء. فإنّ نعمة الأمن إذا زالت زالت معها حلاوة باقي النّعم. وسببٌ في استئصال النّاس بالقتل والاختطاف والاغتيال.
فانظر يا هداك الله لهذه النّصيحة الجليلة من هذا الصحابي الجليل -تلميذ رسول الله صلى الله عليه وسلّم- وانظر كيف قال: ((فلا تهموا بها)) أي: لا تفكّروا فيها فضلا عن أن تسعَوا إلها وتُشعلوا فتيلها وتُضرموا نارها بالقول أو بالفعل.