::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - عرض مشاركة واحدة - الأخبار الأقتصادية ليوم الأحد .!
عرض مشاركة واحدة
قديم 16-09-2007, 07:06 PM   #33
 
إحصائية العضو







ابومبارك الدوسري غير متصل

ابومبارك الدوسري is on a distinguished road


افتراضي رد: الأخبار الأقتصادية ليوم الأحد .!

من سوق «الجح» إلى «حج» الأسهم!

صالح الصناع




«الجح» كلمة يستخدمها الناس في بلدي وهي من الكلمات الدارجة في لهجتنا وتعني نوعاً من أنواع البطيخ. وبسبب حب كثيرٍ من الناس في منطقتي لطعم هذا النوع من البطيخ فإن تجارته كانت وما زالت رائجة. ولا يخفى على القارئ أني مارست شخصياً في صغري في إحدى العطلات الصيفية تجارة «الجح» مع أني لم أكن تاجراً ماهراً وقتها, إلا أنها كانت تجربة مفيدة وممتعة , والطريف أنه لم يكن ربحي المادي فيها سوى مزيدٍ من «الجح» المتبقي بعد انتهاء الفترة التي خططت للتجارة فيها. على كل حال, في هذه السطور سوف أتعرض لقصة خيالية وواقعية في نفس الوقت تتعلق بعض الشيء بسوق «الجح» ولكن دعوني أعرج بكم أيها الكرام نحو واقع آخر مع صورة أخرى في بلدي.
في السنوات القليلة الماضية حصل ما يشبه الانتفاضة وتوجه مثير للدهشة من قبل كثير من الناس إلى سوق الأسهم ربما كان من أهم أسبابه بعض التحولات الاقتصادية في المملكة والانفتاح التجاري على دول العالم بعد الدخول إلى منظمة التجارة العالمية. ولقد اشترك في إيجاد هذه الانتفاضة الضخمة مختلف فئات المجتمع ويحركها التداول وبيع وشراء الأسهم والاكتتاب فيها. حتى كان التعامل بتلك الأسهم وحركة الناس ذهاباً وإياباً إلى الأسواق - خصوصاً بالطرق الاعتيادية وبالأخص البنوك التجارية - أصدق ما يقال عنه أنه «حج», نعم هو حج ولكن من نوعٍ آخر ومن أجل غايةٍ أخرى.
نعود إلى القصة الخيالية الواقعية التي وعدتكم بها والتي بطلها صاحبنا «سالم» وهو أحد تجار «الجح». قرر سالم أن يفعل كما فعل غيره الكثير فقدم استقالته إلى سوق الجح مستغنياً عن عوائده وفوائده, مطلقاً إياه طلاقاً بائناً متوجهاً إلى سوق الأسهم آملاً في أن يدر عليه الأموال الطائلة حتى ينتقل من وضع مادي عادي إلى صاحب ثروة هائلة! لم يكن سالم يعي ما يحدث فعلاً في ذلك السوق, ولم يدرك ما كان يعمله «هوامير السوق» خلف الستار من خبائث الأسرار. نصحه أحد أصحابه ممن كان حاله مشابهاً لحاله فيما سبق, ولكنه كان تاجر أسماك سابقا وليس تاجر «جح» سابقا, وهو الآن تاجر «سهام صيد الأموال السريعة» كما وصف نفسه. نصح الأخير صاحبه سالم بشراء كمية كبيرة من أسهم إحدى الشركات الصناعية التي هي في طور التأسيس, والتي سوف توزع أرباحاً كبيرةً لمساهميها في فترة وجيزة على حد زعم صاحبه. أخذ سالم بنصيحة صاحبه واشترى كماً كبيراً من أسهم تلك الشركة مما كلفه التضحية بأكثر ما يملك من مال, وانتظر كرم سوق الأسهم الذي من المؤمل أن يكرمه كما أكرم غيره. بعد شهر, سمع سالم خبراً مفاده أن صاحبه تاجر الأسهم طريح الفراش. عاد سالم صاحبه المريض ودعا له بالشفاء العاجل, ثم سأله عما جرى له, فأجابه صاحبه بأنه يعاني حالة اكتئاب نفسي بسبب إفلاس الشركة الصناعية الموعود تحصيل الثروة الهائلة منها. تكلل صاحبنا سالم بعض الحزن لسماع هذا الخبر لكنه سرعان ما تدارك حزنه واسترد بسمته وسلم سالم من صدمة نفسية. في النهاية قرر سالم أن يعود إلى سوق الجح - بعدما طلقه طلاقاً بائناً - فقبل سوق الجح بعودة سالم إليه, ولكن يجب عليه أن يبدأ من جديد ويعمل حمالاً في سوق الجح قبل أن يصبح تاجراً فيه.

 

 

 

 

 

 

التوقيع

موقع جائزة الشيخ مران للإبداع العلمي.

http://morran-award.org.sa/index.php

    

رد مع اقتباس