فتيات جامعة الملك سعود في ندوة: (أبناؤنا كيف نعدهم لزواج ناجح؟) - ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي :::

العودة   ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: > :::. الأقسام الـنـشاطيّـة .::: > :: قسم الأسـره والمـجتمـع ::

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-11-2008, 05:14 PM   #1
 
إحصائية العضو







بن واصل البدراني غير متصل

بن واصل البدراني is on a distinguished road


:e-e--3:. فتيات جامعة الملك سعود في ندوة: (أبناؤنا كيف نعدهم لزواج ناجح؟)

لا تعرف من الزواج إلا أنه فرصة لارتداء الثوب الأبيض، تعتقده حرية، كانت نفتقدها عند أسرتها، سفر ورحلات، ذهب وسهرات، حب ومشاعر فياضة، وأنها عبلة والزوج القادم عنترة أو أنها ليلى والخاطب قيس، أما غير ذلك فهو غير واضح بالنسبة لها.

كيف يمكن لفتاة لا تعرف عن الزواج شيئاً أن تبدأ وفق أسس سليمة، خاصة إذا عرفنا أن أول مرحلة من مراحل الزواج هي أصعبها.

أبناؤنا كيف نعدهم لزواج ناجح؟ تساؤل طرحه مركز الدراسات الجامعية للبنات، محاولاً إلقاء الضوء على كثير من النقاط الهامة المتعلقة بهذا الموضوع من خلال الأبحاث والدراسات المطروحة من جهة، وفتح باب الحوار مع المعنيين بالأمر من جهة أخرى، حيث أفسحت هذه الحلقات المجال أمام الفتيات والشباب للتحاور مع أهل الاختصاص.

فيما يلي نعرض لكم آراء الفتيات، أسئلتهن واقتراحاتهن، ومواقفهن من أمور عديدة تخصهن في المجتمع الذي يعشن فيه:

** خط 110 و220 وقضية اختيار الزوج:

تعددت تساؤلات الطالبات في جامعة الملك سعود حول قضية اختيار الزوج، وما هي العوامل التي يمكن للفتاة وفقها أن تحسن اختيار شريك حياتها.

تقول إيمان الوهيبي: "يركز الإعلام على الجمال عند المرأة والوسامة عند الرجل، وأهمية الحالة الاقتصادية كمعيار مهم في اختيار شريك الحياة، ليتحقق النجاح في الحياة الزوجية".

وتتابع: "هكذا تربينا، ونشئنا، فصرنا نهتم بالأمور الشكلية على حساب أمور أخرى".

طالبة أخرى تسأل عن مدى أهمية العامل الاقتصادي في اختيار الزوج، وأثر الفروق في المستوى الاقتصادي على نشوء المشكلات الأسرية بين الزوجين.

وفاء السهيلي تتساءل عن مدى أهمية التوافق التعليمي بين الزوجين، تقول: "من واقع الحياة، رأيت أن المرأة التي تتزوج رجلاً يزيدها بالتحصيل العلمي تعاني من نظرته لها، حيث يشعرها بأنها لا تفهم شيئاً في هذه الحياة، وبالمقابل رأيت نماذج أخرى لنساء ارتبطن بمن هم أدنى منهن علمياً ودراسياً، فجر عليهم ذلك الويلات من الغيرة وغيرها".

فيما تطرقت هناء سبيعي إلى ظاهرة تقول: "أنها انتشرت في المجتمع السعودي، خاصة بين صغار السن بعدما كانت مقتصرة على الفتيات ممن هن أكبر سناً"، وتضيف " كثيراً ما نجد فتاة في عمر 17 تريد أن تتزوج في بداية حياتها من رجل ينتمي إلى أسرة معينة معروفة في المجتمع حتى وإن كان أكبر منها من 20-25 سنة، بل إن بعضهن تقول وإن حصل الطلاق، فيكفي أن أقول أني مطلقة من فلان آل فلان".

طالبة أخرى طرحت قضية مهمة تقول: "هل إذا جاء خاطب عُرف عنه أن يصلي وملتحي، نقبل به، وهل ما يقوم به يعتبر معيار للقبول به، ورأت أن على الفتاة أن تتأكد من خلقه أيضاً وكيف يعامل أمه وأخواته".

الطالبة منال حسين تحدثت عن الألفة القلبية وأهميتها، حيث طرحت قضية تعاني منها بعض الأسر السعودية، وهي منع الفتاة من رؤية الخاطب وتكوين الانطباع عنه، الأمر الذي تحكمه العادات والتقاليد.

سؤال طرح من قبل الفتيات وكذلك الشباب يتمحور حول: كيف نستطيع اختيار شريك الحياة في ظل مجتمع محافظ؟.

نور العنزي طرحت قضية أصبحت مثارة بشكل كبير، وتتسبب في إشكاليات عديدة في المجتمع السعودي، وهي كما يطلق عليها خط 110-220 قضية (القبيلي والحضيري) واستهجنت أن تصبح الإنسانية عبارة عن خط كهرباء، وتساءلت عن حقيقة هذا الأمر وموقف الإسلام منه.

كذلك تساءلت الدكتورة ثريا التركي عن "فاطمة" حالة نقلتها الصحف وصلت إلى الطلاق على الرغم من موقف الزوجين، وتساءلت عن السند الفقهي لهذا الحكم، وخاصة أننا في مجتمع يتعامل بقوله تعالى (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ).

أسئلة أخرى طرحتها الطالبات حول زواج المسيار والزواج عبر الانترنت أو القنوات الفضائية المتخصصة في هذا المجال.

** الأهل .. الفتاة.. والزواج.. معادلة بحاجة إلى تصحيح:

أيضاً الأهل.. الشباب .. والزواج، ما مدى تأثير الأهل على مسألة الزواج واختيار شريك الحياة؟ أو الإجبار عليه في أحيان أخرى، وما مدى إعداد الأسر لبناتهم وأبنائهم لزواج ناجح؟ مشكلات عدة طرحتها الفتيات بهذا الشأن.

منيرة أبو رضوى تطرح تساؤلها، تقول: "ماذا تفعل الفتاة المقبلة على الزواج عندما تقابل بوابل من التوصيات السلبية من قبل أهلها، حول كيفية التعامل مع أهل الزوج؟".

توافقها الرأي مي المهترعي حيث تقول: "تعد الفتاة المقبلة على الزواج وكأنها مقبلة على حرب".

وتشكو إحدى الطالبات من حجز البنت لابن عمها، ولا تطالب هنا الأهل؛ لأنها ترى أنه من الصعب تغيير آرائهم في هذا الموضوع، وإنما أبناء العم بالعدول عن الارتباط ببنات أعمامهم إذا لمسوا عدم قبولهن بهم.

وتلقي طالبة أخرى اللوم على الأهل لأنهم لا يعودون أبنائهم على تحمل المسؤولية، حتى انحصرت اهتمامات الفتاة بالمحادثة وغرف الدردشة، بينما انصب اهتمام الشباب على الاستراحات والمقاهي.

بينما ترى إيمان حلمي أن المسؤولية لا تقع فقط على الأهل في إعداد الفتاة للتعامل الجيد مع الزوج، بل أيضاً على الفتاة المقدمة على الزواج.

غادة العتيبي لديها عتب على بعض الأهالي الذي يجبرون بناتهم على الزواج دون الأخذ برأيهن أو موافقتهن، وتسأل عن مدى مشروعية ذلك.

** المرأة ونظرة الرجل إليها:

نظرة الرجل إلى المرأة.. ونظرة المجتمع.. تساؤلات عدة وإشارات استفهام كبيرة رسمت حول هذه القضية من فتيات جامعة الملك سعود

إحدى الطالبات تسأل: "لماذا على الفتاة دائماً أن تتنازل للرجل، وتساءلت حول معنى الآية (وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى ) التي يفهمها البعض بأن فيها انتقاص من المرأة والمعنى غير ذلك تماماً، إذ أنها تحدد الفروقات بينهما، ولا تنقص من المرأة".

ثم أشارت إلى أن الأم _أي المرأة_ هي التي تصنع هذا الرجل الذي سيكون لابنتها، لذا يجب أن تحرص على تنشئته نشأة صحيحة بمفاهيم صحيحة حول المرأة.

هدى الصالح تقول: "كثيرات هن اللواتي لا يعرفن ما هي حقوقهن كزوجات"، مبدية استياءها من الرجال الذين ينظرون إلى المرأة نظرة دونية. وأشارت إلى قضية تثير الغضب والسخط عند كثير من النساء؛ وهي مناداة الرجل لزوجته- حتى لا يذكر اسمها- بـ "يا حرمة" أو "هيه" أو غيرها من هذه الألفاظ التي تخدش مشاعر المرأة.

سمية الشمري تعاتب في كلامها بعض الشيوخ ومواقفهم من بعض القضايا المتعلقة بالمرأة والتي يتم الرد عليها بـ "سد الذرائع ودرء المفاسد"، بينما يجدون للرجال والشباب الأعذار.

فيما تساءلت أشواق القرني "لماذا لا يحاول الرجل أن يفهم أن للمرأة شخصيتها وحقوقها؟، ومتى يمكن أن تتغير الخلفية الثقافية في نظرته للمرأة؟، حيث يرى نفسه دائماً القائد وأن عليها تنفيذ أوامره".

** نقاط أخرى:

إشكاليات أخرى تطرقت إليها الفتيات، طالبة تسأل "ماذا تفعل الفتاة حديثة العهد بالزواج إن اكتشفت أن زوجها مدمن؟"، بينما تساءلت أخرى عن كيفية اطمئنان الزوجة إلى زوجها مع تهديده لها بأحقيته بالتعدد.

سماح عبد المولى ترى أن المرأة ترتكب خطأ حين تحصر نفسها عند العتب على المجتمع ونظرته للمرأة، حيث رأت أنه من الصعب على المرأة تغيير المجتمع، لكن من السهل أن تغير نفسها، وهذا بالتالي سينعكس إيجابياً على تعامل الرجل معها.. وشيئاً فشيئاً مجتمعها.

سارة السهيم دافعت عن جيلها الذي رأته متهماً من قبل الجميع بعدم تحمله للمسؤولية مما زاد نسب الطلاق فيه، تقول: "دائماً يقولون الجيل السابق كان كذا وكذا.. وربما تكون هذه الصورة مبالغ فيها، قضايا الطلاق التي صرنا نسمع بها، ليس بسبب أن هذا الجيل غير مسؤول، فلربما ذات المشاكل كانت تعترض الجيل السابق، لكن البديل كان غير متوفر لهم، أما الآن فأهل الفتاة أصبحوا أكثر تقبلاً لفكرة الطلاق وعودة ابنتهم إليهم وليس كالسابق".

** ثقافة الحوار هل يتقنها المجتمع السعودي:

المطالبة بالحوار.. وتعليم المجتمع ثقافة الحوار وتدعيم مهاراته مطلب لم تختلف عليه فتيات الجامعة.. الحوار مع الزوج، الحوار مع الأهل، الحوار مع الأساتذة.

باسمة المناع تقول: "للأسف أنه في مجتمعنا السعودي لا يعطي الأهل فرصة للفتاة لتتحاور معهم، ويرون أن البنت المؤدبة والمثالية هي التي لا تحاور ولا تناقش، وترى أن ذلك يتسبب في جعل الفتاة بلا شخصية وغير واثقة من نفسها".

وترى أشواق القرني أهمية التقيد بأدبيات الحوار بين الزوجين، وأن لا يفرض الرجل رأيه على المرأة لأنه رجل ، وهي امرأة وأن من حقها عليه أن يسمعها.

سماح عبد المولى ترى أنه يجب قبل البدء بأي حوار أن أحدد هدفي من هذا الحوار، وأن أتقبل الرأي الآخر.

وترى سناء الشمري أن انحسار الحوار في المجتمع السعودي يعود إلى أن الإعلام صور الحوار على أنه يتناول كل ما هو مخالف لشرع، بسبب الموضوعات التي يطرحها، فتصورت عقول الكثيرين أن الحوار مبني على ذلك فابتعدوا عنه.

موضي سهلي تسأل: "لماذا لا تعقد لنا كطالبات جلسات حوار نناقش فيها همومنا وبعض الظواهر الجديدة التي تظهر في الجامعة؟ ولماذا نقتصر في جامعاتنا على مناهجنا الدراسية؟" وتضيف "نحن بحاجة إلى إنسانة وليس إلى طالبة فقط، إنسانة تتمتع بالصحة النفسية والتوافق الاجتماعي، تستطيع أن تبني أسرتها في ظل ما تعلمته قادرة على الحوار وحل مشكلاتها بعقلانية".

بينما تسأل آسية الزهراني عن مدى أهمية الحوار قبل الزواج، أي بعد عقد النكاح بين الخاطب وخطيبته، وإن كان يؤثر سلباً أو إيجاباً على علاقتهم بعد الزواج.

وتطرح إيمان الوهيبي تساؤلات هامة حول ما إذا كان الحوار لابد أن يخرج بنتائج، أم أنه مجرد فضفضة، وكيف يمكن أن تدير الفتاة دفة الحوار دون أن تثير المشاكل.

كما قدمت ندى صالح بعض النصائح الهامة في مسألة الحوار بين الزوجين تقول: " لا تذكري لزوجك وأنت تتحاورين معه كلمة " أنت" لأنه بذلك سينسى المشكلة الأساسية ويفكر بالدفاع عن نفسه، تكلمي من وجهة نظرك دون توجيه الاتهامات له".

وإن أردت النقاش في مشكلة معينة لا تدخلي 25 سنة زواج في جلسة حوار واحدة، أي لا تتحدثي عن مشكلات سابقة في حوار من المفترض انه يتناول مشكلة محددة بعينها.

بينما طالبت إحدى الطالبات بالتحدث عن سلبيات الحوار في أمور معينة حيث ترى أن الحديث كان عن فوائد الحوار، أما عن سيئاته وأضراره، فلم يتم التطرق إليها، حيث أن هناك أشياء- من وجهة نظرها- لا يمكن الحوار حولها.

** حلول اقترحنها:

بعض الطالبات قدمن اقتراحات بشأن الوصول إلى حياة زوجية ناجحة، تقول علا باكثير: "على المرأة أن تشارك الزوج وتحسن الاستماع له، والدعاء إلى الله سبحانه وتعالى بأن يرزقها شريك الحياة بالمواصفات التي تتمناها فيه، مؤكدة على أن كثيراً من الفتيات استخدمن هذه الطريقة وتحقق لهن ما أردن، إذ أن أهم شيء في الحياة هو التوكل على الله، والتفاؤل مع القين التام أثناء الدعاء إلى الله، وبإذن الله سيستجيب الله الدعاء".

واقترحت باكثير أن يكون بين الزوجين دفتر يسميانه دفتر الحب يكتبان فيه رأي كل منهما بالآخر بصراحة ومودة.

فيما اقترحت الطالبة نوف إدخال مواد في المناهج الدراسية تعلم أساسيات مقومات الزواج الناجح. كما اقترحت هدى الصالح التي اشتكت من أن الندوات الخاصة بالعلاقات الزوجية والحوار بينهما لا يحضرها الرجال، بينما تهتم المرأة بحضورها، لذلك اقترحت بأن يتناول خطباء المساجد في صلاة الجمعة مثل هذه القضايا والتركيز على العلاقات الأسرية والزوجية، وحقوق الزوجة والزوج في الإسلام وواجبات الرجل نحوها.

** تساؤلات الشباب:

عقّب أحد الشباب الحاضرين لجلسات الحوار على عدم معرفة المرأة لكثير من حقوقها، وخص المالية منها، وما يمكن أن يثيره ذلك من خلافات شائكة بين الزوجين، وإذا ما كان هناك طريقة لتوضيح هذه الحقوق.

وتساءل شاب آخر عن كيفية اختيار أم لأولاده في المجتمع السعودي، وقضية عدم وجود حوار بين كل من الزوجة والزوج، بحيث يلجأ الرجل إلى صديقه، وتلجأ المرأة إلى أمها أو أختها بدل أن يتحاورا معاً.

وأشار أحد الشباب إلى تحبيذ الفتاة في هذا الوقت لإقامة العلاقات العاطفية بدل الزواج عبر غرف المحادثة، وذكر أنه غالباً ما يكون ردها في حال طلب الشاب منها الزواج تقول له "أبغاك خوي والزواج بعدين"!

** كيف جاءت الردود؟

حوار أثراه وجود الشيخين الجليلين الدكتور عائض القرني والدكتور سلمان العودة اللذين تناولا المشكلات المطروحة والتساؤلات برحابة صدر واستيعاب كبير، وتناسب طرحهما وردودهما مع المستوى العمري والثقافي للفتيات وخبراتهن في الحياة.

عائض القرني: المشكلة أننا أصحاب الشريعة لا نعرفها ولا ننفذها:

يقول الدكتور عائض القرني في بداية حديثه: "ينبغي علينا جميعاً أن نربي أبنائنا على الإيمان والفضيلة، نحن لسنا بحاجة إلى الثقافات الأخرى التي تطرحها وسائل الإعلام، وما فيها من مخالفات شرعية، المشكلة أننا أصحاب الشريعة لا نعرفها ولا نتبناها ولا ننفذها".

ويوصي "القرني" الوالدين بتعويد أبنائهم على تحمل المسؤولية، لئلا يبقوا عالة عليهم. كما دعا إلى تعليم الأبناء سيرة السلف الصالح، وعلى رأسهم سيرة رسول الله _صلى الله عليه وسلم_، وتعامله مع زوجاته وكيف كان رحيماً بهن.

ودعا إلى التكاشف والحوار المفتوح للتعرف على المشكلات ومحاولة حلها، وناشد "القرني" من منبره وسائل التعليم والإعلام أن يتقوا الله في هذا الجيل، والابتعاد عن الشبهات الغربية التي من شأنها تعطيل مسيرتنا.

كما طالب الأهل أن يمنحوا أبنائهم حرية الاختيار، حيث أشار إلى الشكاوى الكثيرة التي أتته من الشباب والشابات حول استبداد الأبوان بآرائهما بما يتعلق بقضية زواج أبنائهم.

وأكد في كلامه على أن حديث رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: ] إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه[ يعني اهتمام الأهل بخلق الخاطب، وليس فقط التأكد من أنه يؤدي صلواته الخمس في المسجد، إذ أن ذلك ليس معياراً لحسن الخلق.

وطالب الآباء بترك فرصة لأبنائهم وبناتهم بالتعرف على الخاطب، فالأرواح جند مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تنافر منها اختلف.

ودعا كل من الفتاة والشاب إلى أن يكونا أكثر صدقاً بالحديث والمصارحة بسلبياتهم، كما يتحدثا عن إيجابياتهم، وهو أثر موجود في السنة، فحين خطب رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ أم سلمة ردت عليه قائلة عندي أبناء وعندي غيرة.

وأشار القرني إلى أهمية معرفة المرأة بحقوقها المالية، وأن الرجل من واجبه أن ينفق على المرأة، ولا يحق له أن يأخذ من مالها ، إلا إن أرادت ذلك بطيب نفس منها، وحذر من الاستيلاء على راتب الزوجة أو الابنة كما يفعل بعض الآباء بعدم تزويج ابنته للاستيلاء على راتبها.

ورأى القرني أن على المرأة أن لا تأخذ دور المظلومة دوماً، فهي ليست كذلك مستدلاً على المراكز الريادية والتعليمية التي وصلت إلها. داعياً إلى مشاركة المرأة بآرائها من خلال وسائل الإعلام والصحافة التي فتحت الباب أمام المرأة السعودية لإبداء رأيها والتعبير عن ذاتها.

وأثنى " القرني" على اقتراح تناول خطباء المساجد للقضايا الأسرية وتعريف الرجال بحقوقهم وحقوق زوجاتهن، ورأى أن خطبة الجمعة يجب أن تبث الوعي، وأن تنصب في كل ما يصلح المجتمع، وأشار إلى أن الخطيب الناجح هو الذي يستطيع من يحضر خطبته تطبيق كلامه بعد خروجه من المسجد

وأكد "القرني" على أن العلاقات العاطفية قبل الزواج التي تم التطرق إليها في حديث الفتيات أمر محرم في الإسلام، وأشار إلى أهمية التقيد بتعاليم ديننا بما يتعلق بالخاطب والمخطوبة، وأن يكون التواصل بينهما في حدود أسئلة تكشف شخصيتهما عن طريق الهاتف على سبيل المثال دون أن يتطور ذلك إلى أشعار وآهات وغيرها. وشدد على أن كل علاقة قبل الزواج لا تؤدي إلى مصلحة هذا الزواج.

وعن قضية اختيار الشريك المناسب في مجتمع محافظ يقول القرني إن المجتمع السعودي يعرف الناس بعضهم بعضاً، وأننا لسنا في سجون مغلقة، وأن الرجال يعرفون ما عند أصدقائهم وأقاربهم من فتيات والسمات العامة لهن. ويرى أن المرأة متى ما اتقت ربها ستجد شريكها.

سلمان العودة: الزواج من أخطر القرارات في حياة الإنسان:

يرى الدكتور سلمان العودة أن عصر الارتجال والعشوائية يجب أن ينتهي، خاصة في ظل ازدياد نسب الطلاق والمشكلات الأسرية، ويورد مثلاً حول ذلك ماليزيا التي استطاعت أن تخفض نسبة الطلاق فيها إلى 3% ، من خلال دورات متخصصة في شؤون الزواج، ومنع إي رجل أو امرأة مقدمة على الزواج من إكمال زواجهما قبل الانتساب إلى هذه الدورات.

ويشير "العودة" إلى أن كثيراً من الفتيات والشباب يعتقدن أن الزواج هو متعة فقط، سفر ورحلات وما إلى ذلك، وعندما يدخل الطرفان عش الزوجية يفاجئا بمسؤوليات لم يستعدا لها.

وأورد الدكتور سلمان العودة عشر نقاط خاطب فيها الفتيات والشباب في حوارهما مع بعضهما، وهي:

1- لا تدخل بمشكلة وتخرج بمشكلتين، فكثيراً ما ندخل في حوار من أجل حل مشكلة ما، فنخرج بمشاكل أخرى، يجب تحديد المشكلة التي يتم التحاور حولها.

2- لا تفتح الأرشيف، للأسف أن كثيرا منا إذ وقع في مشكلة بدل من يركز عليها يستدعي المعلومات القديمة، ويفتح السجل الذي حصل عليه من خلال التعامل مع الآخر.

3- لا تكثر الملام والعتاب، الحوار بين الزوجين ليس مناظرة علمية، ينتصر فيها صاحب الحجة الأقوى، وإنما هو حديث ودي،أحيانا كلمة حلوة أو ابتسامة أو حتى دمعة تحسم الحوار.

4- استذكر أخطاءك وعيوبك، بمعنى أن الإنسان بطبعه يركز على عيوب الآخر ويتجاوز عن أخطائه.

5- استحضر ضغوط الآخرين، خاصة المرأة فأحيانا تواجهها أشياء بسيطة لكنها تؤثر في نفسيتها.

6- حافظ على هدوئك، نجد أننا دائماً متوترون ربما بسبب الأخبار أو البيئة الصحراوية أو قسوة الآباء، ونستغرب من أننا نصلي في اليوم خمس صلوات ونقرأ القرآن الذي يمنحنا السكينة ورغم ذلك نثور على أتفه الأسباب.

7- لا تتخذ قرارات حاسمة، أولاً عليك بـ ( الاستشارة- الاستخارة- التفكير).

8- لا تستخدم الوعيد والتهديد والسباب، فالحوار الذي لا يكون هادئاً وموضوعياً حوار انفعالي، يعطي أحكام مجملة.

9- اهرب إلى الماضي أو إلى المستقبل، أي إذا غضب زوجك تذكري أنه أحسن التعامل معك في يوم ما، استذكري صفاته الجيدة، وكذلك يفعل الرجل، أما الهرب إلى المستقبل بأن هناك أوقات سعيدة يمكن أن تمضياها معاً في المستقبل، وتدركي أن اللحظة الحاضرة لحظة غضب وأنها ستنتهي ليعود الأمر بكما إلى المحبة والمودة.

10- أهمية إحياء المعاني الدينية التي نجد فيها النعيم والسعادة.

وعرف الدكتور "العودة" السعادة بأنها باختصار هي التفاصيل، يقول: "بادر باغتنام المعاني السعيدة وحولها إلى بهجة، وتذكر قدرة الله، وقل سبحان الله، استمتع مع صديقك، استمتع مع زوجتك، مع أطفالك، جرب أن تقطف السعادة في كل لحظة تعيشها".

ويؤكد الدكتور العودة على أهمية التحلي بالصبر في حياتنا، وأنه حتى نحصل على الأشياء الجميلة، نحتاج لبعض المعاناة، قائلاً: "الصبر سر الحياة سواء الحياة الزوجية أو الدراسية أو العمل الاقتصادي، بل كل شؤون الحياة"، مشيراً إلى أن الزواج من أخطر القرارات في حياة الإنسان، ويوصي كل من الرجل والمرأة بالتمهل في اتخاذ قرار القبول بشخص ما، وأيضاً بالتمهل في رفضه.

وأجاب "العودة" على قضية إجبار الفتاة على الزواج من قبل الأهل بأنه أمر لا يجوز شرعاً، وأنه عبارة عن اغتصاب لجسد المرأة، فإذا كان مال المرأة لا يحل، فكيف بجسدها. وقال: "للأسف أن كثيراً من البنات لا تستطيع أن تعبر عن رأيها أو تقول لا، ونحن نقول لها تحدثي إلى أمك وأبيك وأقنعيهم بوجهة نظرك. يقول عمر بن الخطاب ورضي الله عنه: "يعجبني الرجل إذا سيم خطة خسف أن يقول بملء فيه: لا".

وعن قضية الانتقاص من المرأة يعقب الدكتور "عودة" قائلاً:" يوجد في مجتمعنا ثقافة تزدري المرأة، فعلى سبيل المثال إن رأينا ولد ذكي أو قام بتصرف جيد نقول عنه (ولد رجال)، وإذا كان موقفه ضعيفاً نقول عنه (ولد امرأة)، هذا غير أن كثيراً من الرجال، ينظر إلى المرأة نظرة ريبة، ويشك في النساء جميعاً ولا يستثني إلا أمه، ومنهم لا يرى فيها إلا موضع لقضاء الوطر وممارسة المعاشرة الجسدية".

ويتابع" العودة" حديثه أن ما يحدث ليس من الدين، وأن الله سبحانه وتعالى وضع سورة خاصة للنساء، وسورة أخرى أسمها مريم، وسورة عن التحريم وسورة عن الطلاق، ونصوص قرآنية أخرى ذكرت الأنثى مع الرجل، حتى أن العرب ما كانوا متعودين على ذلك، يقول الله تعالى في كتابه الكريم (ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ)

وأكد الدكتور العودة على مشكلة تدخل الأهل في حياة ابنتهم والوصايا والأفكار السلبية التي يزرعونها في فكر الفتاة حيال أهل الزوج، ومدى تأثيرها السلبي على حياتها الزوجية. مظهراً استياؤه من مسألة خط 110 وخط 220 وقال: "ما معنى قبيلي وحضيري، يقول الله تعالى (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)، وإن الناس سواسية كأسنان المشط، لا نسب ولا حسب بينهم إلا بالتقوى"، وتابع بالقول: "هذه اسمها جاهلية، يجب أن نسمي الأشياء بمسمياتها هناك نصى قرآني (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) ولم يقل عز وجل يا أيها القبائل! لا فضل لأحد على أحد.. والأرض لا تقدس أحداً والتاريخ لا يقدس أحداً، وإنما يقدس الإنسان عمله. قضية العصبية القبيلية قضية خطيرة لم تقتصر فقط على الزواج، وإنما في العلاقات الاجتماعية والتوظيف والمجالس. القضية لها بعد اجتماعي، نتمنى ان يستطيع المجتمع التغلب عليها، وأن يقوم العلماء بدورهم في هذه القضية".

وعن حالة فاطمة وقضية التفريق بينها وبين زوجها يقول الشيخ الدكتور: "أنا لا أستطيع أن أحكم على هذه القضية، حيث أني لم أطلع على ملفاتها الخاصة، قرأت ما قرأتموه أنتن في الصحف، والتي قد يكون فيها معالجة لجانب معين، القضاء لم يظهر لنا حقيقة الموضوع، ربما هناك أمور يجب أن لا تظهر". مضيفاً "من الحكمة في مثل هذه القضية عدم التحدث عنها لأني لا أعرف أبعادها، ولكن بشكل عام فكرة التفريق وفق الأنساب خاصة بعد الزواج وإنجاب الأطفال فكرة مخيفة ينبغي أن يعاد النظر فيها".

وعن العلاقات العاطفية التي تحصل عبر غرف المحادثة بين الفتيات والشباب يقول "العودة": "هناك مثل ياباني يقول" الورد في بساتين غيرنا أكثر بهجة من الورد في بساتيننا". مشدداً على أن المرأة جميلة بحيائها وخلقها، وأنه حتى نساء الجنة وصفهن الله (حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ ) وقال عز وجل عنهن(فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ) وللأسف أن كثير من الشباب والفتيات أصبحوا يستمتعن بإقامة مثل هذه العلاقات بدلاً من اللجوء إلى الزواج0
(ابن واصل البدراني الدوسري )

 

 

 

 

 

 

التوقيع

[IMG][/IMG]

    

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 03:59 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
---